سعد الدوسري
أفادني أحد الزملاء العاملين في القطاع الصحي، بأن المركز السعودي لإعتماد المنشآت الصحية «سباهي» حقق في الثلاث سنوات الماضية قفزات نوعية على جميع الأصعدة، إلا أنه لايزال يعاني من عقبات تنظيمية وبيروقراطية، بسبب إنضوائه تحت لواء وزير الصحة، بوصفه رئيساً لمجلس إدارة المجلس الصحي السعودي، وهو المجلس الذي يجمع كل القطاعات الصحية، وهذه بالمناسبة مخالفة صريحة
لقواعد الاستقلالية والشفافية التي تطالب بها منظمة «الإسكوا» التي اعترفتْ بالمركز قبل أشهر.
لقد قام «سباهي» عبر أكثر من 1000 ساعة عمل بصياغة 597 معياراً للجودة، في الوقت الذي لاتتجاوز معايير هيئة الإعتماد الأمريكية 314 معياراً، ومع ذلك تصبُّ مديريات الشؤون الصحية وبعض قطاعات الوزارة التنفيذية كلَّ إهتمامها على تقارير الهيئة الأمريكية، دون أن تعير أي اهتمام لتقارير المركز السعودي؛ تخيلوا أن المستشفى الذي وقعت به الكارثة في جيزان حاصل على تقييم 16 % في معيار الأمن والسلامة ل «سباهي» منذ 2013، ولم تتحرك أي جهة لتصحيح الوضع، وأن تقارير «سباهي» حول مكافحة العدوى لمعظم المستشفيات خلال فترة المهندس عادل فقيه،لم يُلتفت لها!
إنَّ الغيورين على الشأن الصحي، وفي ظل الغياب الكامل للرقابة، يتساءلون:
- هل من المنطق أن منشأةً تعملُ بهذه الكفاءة، وبموارد شحيحة مالياً وإدارياً، يُستكثَّر عليها أن تصبح هيئة عامة، وأن يصبح لها مقرٌ مستقل، لاسيما وأنها تمس حياة الناس وسلامتهم بشكل مباشر كهيئة الغذاء والدواء، وكالهيئة السعودية للتخصصات الصحية؟!