د. عبدالواحد الحميد
من المفاجآت الجميلة التي صادفتها حين حضرت معرض الكتاب الثاني الذي أقامته جامعة الجوف خلال الفترة من 9-4-1437هـ إلى 15-7-1437هـ بمدينة سكاكا ما رأيته من نشاط وحماس من شباب «نادي القراءة» في الجامعة، وهم مجموعة من الشباب المتحمس للقراءة وتوعية الناس بأهميتها وما تنطوي عليه من متعة وفائدة في هذا الزمن الذي تكاثرت فيه البدائل التي تزاحم القراءة في الاستحواذ على الوقت المحدود للإنسان.
ذهبت إلى هناك للمشاركة في أنشطة المعرض وإلقاء محاضرة بعنوان «سحر القراءة: تجربتي في القراءة»، فسعدت بحضور شباب «نادي القراءة» وبحماسهم حين رأيتهم يوزعون على رواد المعرض المطويات والنشرات التي تحتوي على معلومات وإحصائيات عن القراءة والكتب ومعارض الكتب.
أعجبتني، بشكل خاص، مطوية بعنوان «سياحة من نوع آخر» من إعداد نادي القراءة الذي تشرف عليه عمادة شؤون الطلاب بالجامعة. المطوية تقدم إجابة مُرَكَّزة على سؤال افتراضي هو: «لماذا نقرأ؟»، وتنتهي بتقديم معلومات عن واقع القراءة في العالم العربي جاء فيها أن بعض الإحصائيات أظهرت مؤخراً أن «معدل القراءة في العالم العربي لا يتجاوز 4% من القراءة في إنجلترا» وأن كتاباً واحداً يصدر لكل 12 ألف مواطن عربي، في حين يصدر كتابٌ واحد لكل 900 مواطن ألماني وكتابٌ واحد لكل 500 مواطن بريطاني.
أما المعرض نفسه، فقد كان مميزاً بالقياس إلى تجربته القصيرة. فبالإضافة إلى ما تم عرضه من الكتب في الأجنحة العديدة التي احتواها المعرض، كان هناك نشاط ثقافي تميز بالحضور الكثيف من شرائح المجتمع وبالمداخلات اللافتة من الجمهور.
هذا الحضور الكثيف من الجمهور إلى قاعة النشاط الثقافي المنبري في المعرض يذكرنا بنقيضه وهو ما نلمسه من عزوف كبير عن حضور الأنشطة الثقافية المنبرية في مدينة كالرياض. وقد كان هذا الانطباع هو أيضاً ما لمسته من الأستاذ حمد القاضي الذي ألقى محاضرة بعنوان «حسن آل الشيخ وعطاءاته التربوية والتعليمية». اللافت أيضاً أن هذا الحضور الكثيف زحف إلى معرض الكتاب رغم إغراءات الأجواء المطيرة ومواسم «الكشتات» هذه الأيام بالجوف.
تحية لكل من بذل جهداً في إبراز هذا المعرض بالشكل الذي ظهر به، وتحية لشباب «نادي القراءة» بالجامعة وللدكتور نايف المعيقل وكيل الجامعة والدكتور هزاع الفويهي عميد شؤون الطلاب اللذين التقيتهما في المعرض فكانا شعلة نشاط.