سعد الدوسري
تابعني على حسابي في تويتر، حسابٌ تابعٌ لإحدى المؤسسات الإعلامية بإسرائيل، وعنوانه «إسرائيل بالعربية»، ويتناول الأخبار السياسية والعسكرية والاقتصادية والثقافية والفكرية لدولة الكيان الإسرئيلي. ويبدو أن القائمين عليه يحاولون التواصل مع المؤسسات الإعلامية والأفراد المعنيين بالصحافة والإعلام، لكي ينقلوا لهم مستجدات ما يحدث في بلد صارت صديقة عند كثير من العرب، خاصة بعد أن استفحلت العداوة بين الدول العربية وداخلها، وصار القتل والتفجير والنحر هو الهدية التي يقدمها كل عربي ومسلم للآخر، داخل أو خارج وطنه.
لقد أشرت أكثر من مرة، بأن على إعلامنا مهمة جسيمة، وأننا لا نزال ننتظر أن يقوم بها. وأجهل مثل غيري، ما الذي سيحرك هذا الإعلام بمختلف أنواعه أكثر مما يحدث اليوم؟! فأينما تلتفت، ستجد الأوضاع قد بلغت ذروتها في التأزم، وستجد أن الخصوم يعملون بشكل حرفي متميز، وينقلون للمتلقى المحلي والعالمي قضيتهم بصورة توحي بأن الحق لهم وليس عليهم.
الفضاء اليوم محكوم بالمهنية الإعلامية، وفي حالة مثل الحالة المحلية الراهنة، يتحتم علينا أن نصبَّ كلَّ جهودنا على مخاطبة الآخر في عقر داره، وأن يكون الخطاب احترافياً، بل حقائق مصنوعة بكل اقتدار، سواءً على مستوى الشكل أو المضمون. وهكذا، سنجبر الآخر في الداخل وفي الخارج على احترام المحتوى الذي نطرحه، وعلى مناقشته على أساس أنه منتج جاد، يمس أمن الجميع.