سعد الدوسري
اختلف المختصون حول أسباب الهزّة الأرضية التي وقعت في قرية طابة، شرق حائل، صباح الخميس الماضي. ولعل أكثر الأسباب التي لفتتْ أنظارَ المهتمين، هو استنزاف المزارعين للمياه الجوفية، الأمر الذي أدى إلى حدوث تشققات في الطبقات الأرضية الجيولوجية. بمعنى أن القضية لا علاقة لها ربما بخط الزلازل، ولا بالبراكين الخامدة، كما هو ظاهر.
وعلى افتراض أن هذا هو الوجه الأقرب للتفسير، فإننا سنتحدث عن تهديدات في مناطق مختلفة، كون استنزاف المياه واحدٌ من الظواهر التي تقلق بال العاملين في المجال البيئي. ومهما حاولنا أن نشير إلى تنظيمات وزارة الزراعة أو وزارة المياه والكهرباء، فإننا سنكون في النهاية أمام بيروقراطية حكومية لا تفكر بالمستقبل كما يجب، ولا تضع حداً للعديد من المتجاوزين، ممن هم خارج التغطية! مما يجعلنا قلقين أكثر القلق على مصير المياه في حياة الأجيال المقبلة، والتي لا تهم المتجاوزين، ولا تهم الباحثين عن الثراء السريع. وهؤلاء هم مَنْ أفسد برامج التنمية المتعلقة بالمستقبل، فبسببهم لا يستطيع المبرمج أن يعرف، هل ستكون المعطيات متوفرةً حسب نسقها الطبيعي، أم أنها ستختفي من الوجود؟! وبسببهم أيضاً، لم يعد أحد واثقاً أن الأجيال القادمة برمتها موجودة أم لا!
على كل مَنْ لا تهمه التنظيمات أن يفكر ولو قليلاً بأبنائه وأحفاده، فلقد انتهى عصر «أنا ومن ورائي الطوفان»، أو عصر الطائرة الخاصة التي ستنقلني مع عائلتي للخارج.