ثامر بن فهد السعيد
ينتشر الطب البديل أو الشعبي في عدد كبير من دول العالم بل ويأتي أحيانا على رأس خيارات العلاج في بعض الدول الشعبية أو الفقيرة، ولا مثل أكبر من العلاجات الصينية والتي تستمد من تاريخهم وتجاربهم مثل الإبر الصينية والنباتات الأخرى المستخدمة في العلاج، وأيضا فإن الطب الشعبي أو البديل يلاقي رواجا أيضا في الدول المتقدمة ولا زال؛ فكثير من الأفراد يعتمدون عليه كوسيلة علاجية لأمراض شائعة ومنتشرة مثل الزكام, السعال وبعض الأعراض الأخرى شائعة الحدوث عند البشر.
خلال جمعي لبعض المعلومات عن الطب الشعبي لم أتمكن من التوصل إلى أرقام حديثة تساهم في تقدير مستوى إيرادات الطب الشعبي لا عالميا ولا محليا إلا أن التقديرات الأخيرة لمنظمة الصحية العالمية تشير إلى أن حجم إنتاج الأدوية الصينية الشعبية تقدر ب83 مليار دولار، وفي كوريا على سبيل المثال كان الإنفاق على الطب الشعبي مقدراً ب7.4 مليار دولار، وأخيرا فإن الإنفاق على الطب الشعبي في الولايات المتحدة الأمريكية قدر بـ14.8 مليار دولار سنويا، ولا شك أن الأرقام قد تتجاوز 100 مليار دولار مع الانتشار الواسع للطب الشعبي؛ خصوصا أنه معمول به نظاميا في أكثر من120 دولة حول العالم, أما على المستوى التعليمي فإن 39 دولة حول العالم اليوم أدرجت الطب الشعبي أو البديل ضمن تعليمها الجامعي، وبكل تأكيد فإن هذه الأرقام والإحصائيات ترسم توقعا بملايين الزيارات من المرضى للعيادات الشعبية حول العالم؛ فعلى سبيل المثال تقدر زيارات الصينيين للعيادات الشعبية ب900 مليون زيارة سنويا وهذا يمثل أكثر من 65% من التعداد السكاني الصيني.
لا شك أننا في المملكة العربية السعودية لا نعد استثناء عن العالم، بل إن للطب الشعبي نصيبا لدى كثير من أفراد المجتمع، وهذا ما شجع انتشار كثير من المعالجين وكثير من الوصفات الدوائية حتى وصل الحال إلى عمليات الاحتيال والدجل خصوصا لمن يعانون أمراضا مزمنة يسعون للتشافي منها؛ فزرع الأمل فيهم بعد يأس المرض أصبح سمة عامة نشاهدها كنصائح متبادلة بين الأفراد أو عبر برامج التواصل الاجتماعي، ووصلت إلى الدعاية التلفزيونية على بعض الفضائيات. ولا شك أن انتشار هذه الممارسات يفاقكم حجم الضرر لدى المرضى والأعباء التي تتحملها وزارة الصحة وتكاليف العلاج ومعاناة المرضى, تمتلئ المستشفيات وغرف التنويم بمرضى تفاقم مرضهم بسبب الغش والدجل بالعلاج الشعبي خصوصا لدى مرضى السكري, السرطان, حساسية الصدر, الأمراض الجلدية وغيرها من الأمراض المزمنة - حمى الله الجميع وكتب الشفاء لمن ابتلي بأي من الأمراض. ولتفادي حجم الأضرار والغش، على وزارة الصحة أن تكون عضوا مساهما مع منظمة الصحة العالمية التي أصبحت تراقب تطورات العلاج البديل والطب الشعبي والمكمل منذ العام 2002 و أن يزداد دورها الرقابي والتوعوي في مكافحة آفة الاستطباب غير المنظم، وكذلك حجم الدجل والنصب فيه استغلال لحاجة المرضى وتعلقهم بأي أمل.
إذا تمكنت وزارة الصحة من دفع العلاج الشعبي إلى إطار تنظيمي مرخص باشتراطات تتماشى مع ما تطبقه منظمة الصحة العالمية والدول الأخرى التي ترخص للطب البديل لتمكنت من تقليص الضرر الكبير الناجم عن تفشي دجل الاستطباب.