إبراهيم بكري
تقاطيع وجهه... منسجمة مع حركته كفارس أحب ومارس الفروسية منذ كان صغيرًا، عندما يكون راكبًا على الحصان وأنا أرسمه كان يعطي انطباعًا قويًا بفروسيته بأسلوب يتناسب مع شخصية القائد، وكلما مر الزمن أجد أن هذه الملامح ترسخت في تصرفاته).
في عام 2005م للزميلة «العربية نت» الفنان التشكيلي السعودي المعروف ضياء عزيز ضياء هكذا وصف رسمه للملك الفارس حبيب الشعب عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- على حصانه «بغداد» في لوحة تشكيلية فريدة.
بياض قلب «عبدالله» كبياض حصانه «بغداد» أفضل الخيول العربية الأصيلة كونه «صقلانياً».
الفروسية كانت في ملكنا المحبوب تركض في مضمار الإنسانية ولنا في جازان موقف «فارس» عندما قال الملك «الشجاع»:
«حياتي ليست أغلى من حياة أهل جازان»
لا يمكن أن ينطق بهذه العبارة غير «الفارس» الشجاع عبدالله بن عبدالعزيز، قالها وهو يصافح المصابين بمرض «حمى المتصدع» رافضًا نصائح الأطباء، أقترب من الناس من دون حواجز، وأي «فارس» مثلك يا عبدالله حب شعبه فأحبوه؟.
رأي الملك فيصل بن عبدالعزيز كل صفات «الفروسية» تسكن في جسد أخيه «عبدالله» فقرر أن يكون هذا «الفارس» رئيسًا لنادي الفروسية أثناء التأسيس عام 1965م.
من اليوم الأول كان هناك «حلم» للفارس «عبدالله» أن تصبح السعودية «قبلة عالمية» في رعايتها للخيول العربية الأصيلة وأن تحقق المنجزات العالمية.... أراد الله أن يجعل أحلام «الفارس» حقيقة فتنفس «عبدالله» رائحة المنجزات العظيمة قبل أن «يترجل» عن فرسه عاش منجزات «الفارس» السعودي أبطالاً للعالم والأولمبياد.
لا أحد اليوم يملك كل تفاصيل «الفارس» عبدالله بن عبدالعزيز مع رياضة الفروسية وعشق الخيول العربية مثل ابنه البار «متعب».
ومن البر تحقيق حلم «الفارس» فتزين الوطن هذا الأسبوع بحفل السباق الكبير على كؤوس ملوك المملكة العربية السعودية السابقين، وكأس صاحب السمو الملكي الأمير بدر بن عبدالعزيز -رحمهم الله-.
عبر برنامج «أكشن يا دوري» كشف الأمير متعب بن عبدالله وزير الحرس الوطني تفاصيل مثيرة ومواقف خالدة لعشق الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز للخيل والفروسية.
وقال الأمير متعب: «إن الملك عبدالله كان يحب الخيل كثيرًا، ولكن (العاصي) كان الحصان المفضل لديه، مؤكدًا أنه كان في شبابه هو السايس، والخيال، والمدرب».
وروى وزير الحرس الوطني موقف للملك عبدالله مع الخيل قائلاً: «أول ما بدأنا نجيب الخيل من العراق للحرس الوطني إبان رئاسته له، كان المسؤول عن هذا الأمر عبدالله أبا الخيل الذي ذكر له أن الجنود لم يتعودوا عليه بسبب كرههم لروث الخيل، فقام الملك عبدالله بزيارة الجنود وعندما شاهد حصانًا مروثا فسأل عن سبب عدم تنظيفه، وطلب منه (سطلاً) وأصر على تنظيف المكان بنفسه أمام الجنود».
وبيّن الأمير متعب بن عبدالله أن الملك الراحل كان يقول: إن صهيل الخيل هي أجمل موسيقى يسمعها.
وأكَّد الأمير متعب أن الملك عبدالله لآخر يوم في عمره وهو مهتم بالخيل، وكان من أسعد الأيام إلى قلبه عندما ننتصر في سباق، لافتًا إلى أنه كان يشعر بسعادته بذلك.
لا يبقى إلا أن أقول:
أقترح على الأمير متعب بن عبدالله أن يحول علاقة الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز مع الفروسية والخيول العربية لمشروع «كتاب» أو «فيلم وثائقي» تحت عنوان «الملك الفارس» لتبقى هذه التفاصيل الدقيقة التي يعرف تفاصيلها «الأبن البار» خالدة في ذاكرة الوطن.
وكأنني أسمع صوت أبي طيب المتنبي وهو يتغزل في «الخيل» و«الكتاب» معًا قائلاً:
أعز مكان في الدنى سرج سابح
وخير جليس في الزمان كـتاب
أما المقترح الثاني:
في الرياضة مفهوم «لا يمكن أن تعشق أي رياضة إذا لم تعرف قوانينها»، حتى تصبح رياضة «الفروسية» أكثر شعبية في السعودية يجب أن يعرف الشعب قوانين هذه الرياضة لكي يحرص الجميع على متابعة مسابقات نادي الفروسية.
أقترح أن يتبنى الأمير متعب بن عبدالله وزير الحرس الوطني رئيس مجلس إدارة نادي الفروسية مشروع نشر ثقافة رياضة الفروسية بين طلاب المدارس والجامعات وعبر وسائل الإعلام المختلفة من خلال «مطبوعات» و«أفلام قصيرة» تشرح قوانين هذه الرياضة وترصد المنجزات السعودية العالمية.
ختامًا أوصي نفسي وكل من يقرأ هذا المساحة أن يردد وصية «حبيب الشعب» الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز:
«لا تنسوني من دعائكم».
اللهم أرحم عبدك «عبدالله بن عبدالعزيز» وأسكنه فسيح جناتك... لن ننساك يا ملكنا المحبوب من صالح الدعاء.
** هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصحيفتنا «الجزيرة» كل أربعاء وأنت كما أنت جميل بروحك وشكرًا لك.