إبراهيم بكري
الأمر عادي لا يحتاج إلى كل هذه المخاوف، وكأن ديون الأندية الرياضية مرض أصاب الأندية السعودية فقط.. هي عدوى رياضية أصابة معظم الأندية في مختلف القارات حتى الأندية العالمية الشهيرة في أوروبا تعاني من الديون!!.
هذه القائمة بالترتيت تكشف حجم الديون بالدولار الأمريكي: (مانشيستر يونايتد 569 مليون، آرسنال 384 مليون، فالنسيا 374 مليون، بولتون واندرز 267 ميلون، ريال مدريد 267 مليون، برشلونة 156 مليون، ليفربول 110 مليون، يوفنتوس 83 مليون، دورتموند 82 مليون).
فكرة القروض البنكية لسداد ديون الأندية ليست جديدة وليس اختراعاً سعودياً معظم الأندية العالمية اقترضت من البنوك لكن الفارق أن أنديتنا تفكر بعلاج الدين بدين وهم يفكرون بقرض بنكي لاستثماره مادياً لزيادة الإيرادات على سبيل المثال أغنى الأندية عالمياً بالموسم الماضي ريال مدريد مديون بـ 267 مليون دولار أمريكي بلغت إيرادته ما يقارب 599 مليون دولار أمريكي.
حتى هذه اللحظة لا أحد يعرف حجم ديون الأندية السعودية ولا حجم إيراداتها حتى أصبحت عقود الرعاية صفقات سرية بأرقام مجهولة !!.
في يوليو 2015م كتبنا مقالاً بعنوان «الأندية ومصادر تمويلها» حينها كان السؤال عن غموض الدعم المالي في أنديتنا ولمصلحة من عدم الإفصاح عنها !!.
لا يمكن علاج ديون أي ناد في ظل غموض الإيرادات، الشفافية المالية أمر هام لعلاج المشكلة بإعلان قوائم مالية واضحة بالأرقام.
لا يبقى إلا أن أقول: التجربة الأوروبية في علاج ديون الأندية طريقة ناجحة يمكن تطبيقها في الرياضة السعودية بتحقيق المعادلة الاقتصادية المشهورة « break-even».
تسمى اقتصاديا «نقطة التعادل» تلزم الأندية الرياضية بأن تتساوى فيها الأرباح بالخسائر.
اللجنة التنفيذية بالاتحاد الأوروبي في سبتمبر 2009م لعلاج ديون الأندية أعلنت مشروع «اللعب المالي النظيف» بعدم السماح للأندية بالإنفاق أكثر من دخلها.
ولقد تم تطبيق قوانين النزاهة المالية عام 2012 م ومازالت مستمرة تدريجياً لعلاج ديون الأندية بأوروبا وفقاً لضوابط واضحة تعتمد على القوائم المالية.
هذه التجربة الأوروبية تنوي الرئاسة العامة لرعاية الشباب بالسعودية تطبيقها الموسم الرياضي القادم بطريقة مشابهة في التدرج لعلاج ديون الأندية.
كل ما أخشاه أن تكون قروض أنديتنا الرياضية من البنوك قروض ربوية وليس شرعية لأن نوعية القرض سوف يؤثر على قيمة أي ناد أثناء الخصخصة !!.
** هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصحيفتنا «الجزيرة» كل أربعاء وأنت كما أنت جميل بروحك وشكراً لك.