إبراهيم بكري
في الحرب الرياضة سلاح تصوبه إلى عدوك؛ لتجعله يدرك أن كل الشعب يهتف باسم الوطن. لا شيء في المدرجات يوحّد ألوان الجماهير بمختلف ميولهم غير الوطن.
كل شعوب العالم في الحرب يرددون في ملاعبهم نشيد وطنهم الرسمي إلا نحن نردد العهد والعشق والانتماء للأندية!!
عزف النشيد الوطني الفرنسي «لاماسييز» في الملاعب الإنجليزية بالجولة الـ 13 من منافسات البريميرليغ تكريماً للضحايا الذين قُتلوا في الهجمات الإرهابية بباريس. وفي فرنسا نفسها لا صوت يعلو على أصوات الجماهير في الملاعب وهم يرددون نشيدهم الوطني قبل كل مباراة.
وفي أمريكا في 90 % من المناشط الرياضية بمختلف الألعاب قبل كل مباراة يُعزف النشيد الوطني الأمريكي، ويُكرم ضحايا الحروب، وتُردد أسماؤهم، ويُخصص مقاعد لذويهم في الملاعب تكريماً لهم.
ونحن نعيش الحرب لماذا لا يُعزف النشيد الوطني السعودي في ملاعبنا؟؟ ولماذا لا يُكرّم أبناء شهداء الواجب وذووهم في المنافسات الرياضية؟؟
«عاصفة الحزم» انتهت، و»عاصفة الأمل» ما زالت، وجنودنا البواسل في الحدود وداخل اليمن يضحون بأرواحهم، والمسؤولون عن رياضتنا لا حراك لهم؟؟
لا يبقى إلا أن أقول:
في الحرب لا شيء يعلو على صوت «الوطن». هذا مجرد اقتراح لكل صاحب قرار في رياضتنا:
- يقف لاعبو الفريقين معاً أمام الجماهير لترديد النشيد الوطني السعودي قبل كل مباراة في دوري عبداللطيف جميل.
- تخصص رابطة دوري المحترفين السعودي مقاعد لأبناء شهداء الواجب في ملاعبنا لحضور المباريات وتكريمهم بين الشوطين تقديراً لتضحيات الشهداء.
- منع فريقَيْ الأهلي والاتحاد من الوقوف أمام جماهير ناديهما قبل أي مباراة لترديد أي نشيد لا يرتبط بالنشيد الوطني السعودي.
لا يعقل ما يحدث ونحن نعيش الحرب تردد جماهير الراقي والعميد الانتماء لناديَيْهم، وليس للوطن؟؟!!
الأهلاويون يرددون:
لك العهد والعشق والانتماء!!
والاتحاديون يهتفون:
يا وطن دام عز الاتحادي!!
في هذه المرحلة الحرجة التي نعيشها يفترض أن يكون الانتماء للوطن وليس للأهلي، وأن يكون العز للوطن وليس للاتحاد.. النشيد الوطني السعودي سوف يساهم بشحذ الروح المعنوية للجماهير وحبهم لوطنهم. حان الوقت لكي يقف الجميع في ملاعبنا، ونردد بصوت عال:
سارِعي للمَجْدِ والعَلْياء
مَجّدي لخالقِ السّماء
وارفعي الخَفّاقَ أخضر
يَحْمِلُ النُّورَ المُسَطَّرْ
رَدّدي الله أكبر يا مَوطِني
موطني قد عَشْتَ فَخْرَ المسلمين
عاشَ الملِكْ للعلمْ والوطنْ
** هنا يتوقف نبض قلمي، وألقاك بصحيفتنا «الجزيرة» كل أربعاء وأنت - كما أنت - جميل بروحك.
وشكراً لك.