إبراهيم بكري
داخل كرة القدم «حبل سري» يربط كل شعوب العالم ببعضهم البعض كل ما يحدث في عالم المستديرة ينتقل من وطن لآخر، وكأنه «فيروس» يعدي فيصاب به الجماهير !! .
لا شيء يقلق كثيرا من دول العالم في المرحلة الحالية أكثر من استثمار جماهير الأندية الرياضية في أغراض سياسية هدفها زعزعة الأمن، «المشجع البسيط « لا يدرك أنه قد يكون أداة في يد تيار سياسي له أجندة معينة يتم ترجمتها من خلال المدرج بثوب رياضي في باطنه أمور أخرى ؟؟.
دراسة علمية قام بها معهد «ستوتش» للرياضة و الترفيه في البرازيل قبل كأس العالم أكدت أن 85% من أسباب أنتشار العنف و التخريب في البلاد سببها روابط المشجعين ما يسمى»الألتراس»، و لقد شملت الدراسة عينة من الجماهير بلغ عددها 8112 مشجعًا لـ18 نادياً.
في مايو 2013 م مشجعو فريق بشيكطاش لكرة القدم في اسطنبول أشعلوا شرارة احتجاجات اندلعت في ميدان تقسيم في اسطنبول، و لقد أعلنت السلطة التركية حينها محاكمة 35 من مشجعي كرة القدم بتهمة محاولة القيام بانقلاب. كما أصدر القضاء المصري في مايو 2015م قراراً بحظر جميع روابط الألتراس على مستوى الجمهورية واعتبارها جماعات إرهابية.
«الألتراس» في كل دول العالم يحرصون على ترديد أناشيد خاصة بهم يعزز الانتماء لناديهم أكثر من وطنهم، في أسبانيا رسخ الشاعران جاومي بيكاس و وجوسيب ماريا اسبيناس هذا المبدأ بكتابة نشيد نادي برشلونة تحت عنوان «لا أحد قادر على قهرنا».
أصبح المشجع ينتمي لناديه أكثر من وطنه، بسبب ذلك في يناير 2013 م طالبت الأغلبية في برلمان كتلونيا مقر نادي برشلونة بالانفصال عن أسبانيا، يعتبر برشلونة رمزاً للقومية الكاتالونية و شعاره « برشلونة أكثر من مجرد نادي « !!.
«الألتراس» هو عبارة عن جماهير تشكل رابطة لتشجيع نادي معين بنشيد خاص يبث الحماس بين المشجعين و يقودهم للتمرد (A.C.A.B) على سلطة القانون، مؤسسين الألتراس في كل دول العالم يزرعون في عقول الجماهير دستورهم الخاص الذي يرمز معناه باللغة العربية «كل الشرطة أوغاد».
«الألتراس» في أي ناد قنبلة موقوته قابلة للانفجار، و يعتبر الغياب عن تحقيق بطولة الدوري من أهم المسببات للتمرد على القانون، هذا ما حدث في البرازيل العام الماضي من جماهير كروزيرو التي احتفلت بالشغب بتحقيق بطولة الدوري للمرة الثالثة في تاريخ ناديهم .
عندما تغيب البطولة عن أي ناد يعمل «الألتراس» على تحريض الجماهير ضد الاتحاد الرياضي و يرسخ في عقولهم أنه هناك «مؤامرة» ضدهم لحرمانهم من تحقيق الدوري.
في عام 2012م بدأت في السعودية ملامح ولادة «الألتراس» في أحد الأندية واستشعرت حينها الرئاسة العامة لرعاية الشباب هذا الخطر وتم مخاطبة الجهات المعنية التي أصدرت قراراً بالمنع وتم مخاطبة الأندية بذلك.
الالتفاف على نظام المنع من بعض الأندية أصبح ملموساً من خلال التمويه بتغيير مسمى الألتراس لمسميات أخرى تقليداً لمسمى الألتراس الإنجليزي « الهوليجانز» ؟؟!!.
و هو فاقد العقل، ما أخشاه اليوم هو تنشئة جيل جديد من الجماهير فاقد عقله ليكون نواة في المستقبل للألتراس في السعودية.
لا يبقى إلا أن أقول :
تجاوب رابطة دوري المحترفين السعودي مع مقالنا السابق «امنعوا أناشيد الأندية» بشأن عزف النشيد الوطني قبل كل مباراة خطوة إيجابية و هامة للعودة إلى المسار الصحيح بأن الوطن أولاً وليس النادي.
الخطوة الثانية يجب أن تقوم الرئاسة العامة لرعاية الشباب بدورها بتعزيز الوطنية بين الجماهير بمنع أناشيد الأندية التي ترسخ الولاء والانتماء لغير الوطن... فهل من حراك من صاحب القرار» ؟؟!!
** هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصـحيفتنا «الجزيرة» كل أربعاء وأنت كما أنت جميل بروحك وشكراً لك.