عبدالملك المالكي
لم أعتد الصياح على اللبن المسكوب بفضل الله وتاريخ ما خطته يداي وحفظته أرشفة (الإنترنت).. بل سأورد شيئاً يسيرا مما ذُكر في مساحة (بصريح العبارة) عبر (سنوات الضياع) التي حملتها وصفاُ ووصماً مرحلة (اتحاد.. عيد.. اتحاد الفشل) طيلة الأربعة أعوام وما سبقها من أيام (الاتحاد المؤقت).
ففي يوم الخميس السابع من صفر 1434هـ ذكرت في هذه المساحة (بصريح العبارة) وتحت عنوان : واه يا خوفي من آخر التصويت..!! ما نصه: في هذا اليوم التاريخي يوم الخميس الموافق 20 ديسمبر 2012 يتحقق حُلم ليس لسمو الرئيس العام فقط وهو (يفي بما وعد) ليجعل من واقع (الانتخابات) الذي لطالما راود الكثيرين ممن حرصوا على اكتمال المشهد (الحضاري) بإطار مؤسساتي يفصل بين السُلطات ويُنظم التشريعات ويضع الجميع تحت مِجهر المسئولية، المسئولية التي كان يتحملها فقط من هو في رأس الهرم.
وأردفت: فعلى صعيد عضوية مجلس الإدارة (المنتظر) يتنافس أربعون عضواً على سبعة عشر مقعداً، ومقعدان للرئيس ونائبه، عرف اسم ورسم المقعد الثاني بالتزكية؛ بينما يبقى المقعد (الساخن) لرئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم المنتخب محط أنظار لم تنم منذ إعلان فتح باب الترشيح للكرسي الذي أراه برؤية كل عاقل (تكليفا) لا تشريفا يتبعه مغنم. بينما تظل مسألة انحصار المصوتين في عدد قليل وقليل جدا من الأعضاء العموميين لتفرز تكتلات لم تخف على ذي لب فهما بكل أسف كثير ممن لهم حق التصويت إنها تندرج تحت (المصلحة الخاصة).
من هنا يأتي (التخوف) الذي حمله عنوان المقال.. ولو كان الأمر بيدي (لأخّرت) موضوع الانتخابات برمته إلى ميقات يوم معلوم.. يوم لا يقل عن الحولين الكاملين.. يستمر من خلالها سمو الرئيس العام رئيساً للاتحاد، حيث لم يُمنح الفرصة الحقيقية للتأسيس للنقلة النوعية التي نعيش واقعها اليوم واليوم تحديداً وقد أفرزت بادرة (الاستعجال) العديد من النواقص التي سجلها الاتحاد الدولي والتي لولا الله - جلّت قدرته - ثم فطنة أمين الرياضة ومسؤولها الأول - كما أشرت - لنال كرتنا حظ مما نال اتحاد الكرة في الشقيقتين عُمان والكويت من قبل.
ذكرت ذلك ولم أندرج بفضل الله تحت لواء دعم أيٍ من المرشحين، بل كان نقدي واضحاً لضعف برامج المرشحين وفق برامج معلنة لا تتفق وأرضية الكرة السعودية التي لم تكن تقبل إعلاء سقف (الأماني) لتجربة وليدة كانت منذ بدايتها تفتقر للواقعية بين الواقع وسقف الأمنيات.
ثم بعد عام ونصف العام وفي يوم الخميس 5 سبتمبر 2013م كتبت تحت عنوان سُبُلُ حَل.. حَلَةِ.. الأَخضَرَين يصح لأخضر الوطن (المنتخب السعودي) أن يناجي قرينه في تشابه الأحوال هذه الأيام، أخضر جدة (النادي الأهلي) في مقارنة بين خراج (الفشل) للأخضرين حينها.. مقارناً سقف الآمال التي لم تكن تلامس الواقع منذ إعلان البرامج وواقع أوصلنا إلى انكسارات يتحملها مسؤولا الاتحاد السعودي فيما يخص عمله تجاه الكرة السعودية، وما كان يخص النادي الأهلي وتخبط إدارته أيضاً.
لم يمض الوقت الطويل حتى اتضح «انعدام» رؤية (اتحاد الفشل) وسيره في الطريق المخالف للوصول بكرتنا إلى ما تصبو إليه، فضلا عن انفضاح أمر اتحاد الفشل وانه يقود كرتنا إلى الهاوية.. ففي 26 يونيو 2014 وتحت عنوان بيروقراطية أثقلت نواف.. وابن مساعد ينشد الديناميكية، لم يكن تعيين الأمير عبد الله بن مساعد رئيساً لرعاية الشباب بحر الأسبوع الماضي، عقب إعفاء الأمير نواف بن فيصل بناءً على طلب سموه، الا استدراكاً لكثير من التطلعات التي يرتقبها الشارع الرياضي الذي لا يعرف أغلبه غير خراج كرة القدم، وهو الأمر المناط بعمله (اتحاد الكرة) وليس الرئاسة العامة لرعاية الشباب.. وهو الأمر الذي أوضحت في حينه أهمية تدخل سمو الرئيس العام عبر اللجنة الأولمبية لإنقاذ كرة القدم، حتى لو وصل الأمر إلى (إيقاف عمل اتحاد الفشل بالقوة والدعوة إلى جمعية عمومية عاجلة لإيقاف مهازل اتحاد الكرة إلا أن خراج العام 2015م وما تبعه إلى يومنا هذا، كان بمحرك (إعاقة الجمعية العمومية) بل ودعم (لوجستي) لبقائه رغم كل أخطائه المتكررة؛ دعماً لوجيستياً يتحمل مصيره إلى يومنا هذا كل من دعم اتحاد فاشل خراجاً مهما تعاظمت في أعين المتابعين تاريخ «الأشخاص» الذين لم ولن ننتقد عملهم كأشخاص بل كخراج أوصلنا اليوم إلى اجترار المآسي في من يتحمل مسئولية خروج الأخضر من الدور الأول للبطولة الآسيوية لكرة القدم للمنتخبات الأولمبية.
ولأن (اتحاد الفشل) اعتاد إلصاق التهم بغيره والتنصل من المسؤولية بدلاً من الشجاعة في تحمل المسؤولية وإعلان (الاستقالة الجماعية).. تقدم (الهولندي كوستر) الذي يبدو أن له من اسمه نصيب قريب من أي يكون (بوستر) يتحمل الإخفاقات.. ليصرح بكل صفاقة وضحك على الذقون طالما (ضمن الدولارات)، ليتقدم هو بالإنابة عن اتحاد الفشل في تصريح تضمن مسؤوليته الكاملة عن الخروج المخزي بل ووصول منتخب الأمل إلى قاع القاع، حين يجتر الصياح ليصنف أقل من مستوى كوريا الشمالية وتايلند فنياً.
اليوم أقول للتاريخ وبعد أن أضاع (عيد ورفاقه) أكثر من فرصة (للانسحاب الطيب) من قيادة اتحاد أرهق كرتنا منذ 2012م و2013م و2014م.. أقول اتركوه يكمل (عِدته) فلا يشرفنا انسحابه الآن بل دعوه يكمل للتاريخ (فشله).
وأقول ولنا تاريخياً أيضاً أخذ العبرة في إعطاء الفرصة لمن قادوا الاتحاد المؤقت حينها، لتتاح لهم ذات الفرصة في تواصل فكرهم عبر أربعة أعوام قادتنا لكل أنواع المهازل التي أضحت مكان تندر اللي يسوى ومنه دون ذلك.. لذا أقول وبالفم المليان.. (لا وألف لا) للنويصر محمد (الأخ والصديق الذي عملت معه شخصياً ولأكثر من عامين كاملين).. إلا أن - المحبة والصداقة شيء وأمانة الحرف في الصدق والنصح لمصلحة كرتنا السعودية شيء آخر - وليس النويصر وحسب، بل كل من أخذ الفرصة كاملة ولم يزد كرتنا إلا خبالاً.. لا نريد تكرار أخطاء الماضي بأسماء استهلكت بل واستفادت حد الاقتيات على «دمامل» الكرة السعودية الموغلة في الجراح حد الأسف.
ضربة حرة:
لِكُلِّ داءٍ دَواءٌ يُسْتَطَبُّ بِه
إلا الحماقَةُ أعيَتْ مَن يُداويها