فهد بن جليد
على كل (مهايطي) يعتقد أن المُبالغة (غير المُستساغة) لا شرعاً ولا عرفاً، باب من أبواب الكرم والجود، أن يراجع نفسه، ويعلم بما علمناه عن (صفوة القوم وعليتهم)، حتى لا ينطبق عليه المثل المصري الشهير (اللي معاه قرش محيره.. يجيب حمام ويطيره)؟!.
إنَّ معظم المناسبات التي أحضرها ويحضرها غيري (لأثرياء المجتمع) سواءً كانت خاصة أو عامة، لا نشهد فيها بذخاً زائداً، ولا عملاً غير مُستساغ، ينم عن جهل أو سفه، كما نشاهده عبر المقاطع المتداولة التي عكست صورة سلبية عن مجتمعنا. برأيي أن كل من يعمل هذا العمل لم يدلف يوماً إلى مجلس ثري، وإلا لما صدرت عنهم مثل هذه التصرفات الخاطئة؟!.
لذا وجدت أنه من واجبي أن أخبر هؤلاء أننا نرى في بيوت الأثرياء وعلى موائدهم في الغالب (كرماً مُعتدلاً) لا يُذهب العقل، أو يدعو للحقد والضغينة في قلوب من لا يملكون المال، فنحن نشاهد احترام الضيوف وإكرامهم بما يستحقون، دون أي تجاوز للعادات والتقاليد والأصول، فالنعم تدوم بالشكر، وإكرام الناس له أصول وأبواب معروفة تُذكر فتُشكر وتُحمد، لا يمكنك تصوّر أن كل من تعب في جمع المال، سيبذره بهذه الطريقة التي توجب العقوبة؟!.
لا أعرف من كذب على (حديثي النعمة) ممن رزقهم الله (قرشين) وأشغلوا بها عباد الله، بسبب تصرفاتهم غير المسؤولة، ولا حاجة لي أن أسرد أو أكرر لكم بعض الصور والمقاطع التي تم تداولها مؤخراً عبر شبكات التواصل، حتى باتت أيقونة سوداء تشكل صورة سلبية عن المجتمع السعودي، مع ما يعيشه الناس شرقاً وغرباً من حاجة وفقر وجوع، بل إن في مجتمعنا من يستحق المساعدة، ومد يد العون لسد العوز والحاجة، فماذا سيقول (مهايطية العصر) أمام الله عز وجل؟!.
برأيي أن الواجب علينا كمجتمع - قبل النظام أو الجهات المُختصة - أن نقف في وجه هذه التصرفات، لنعبر عن رفضها وعدم قبولها، حتى لا نكون شركاء لهؤلاء في الذنب والعقوبة؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.