سعد الدوسري
كنت قد شكرت طيران ناس قبل أكثر من عام على تجاوبهم بخصوص الملاحظات التي أوردتها عن التأخير الدائم في رحلاتها، وخصوصاً أنها تشفط مبالغ خيالية كرسوم على تلك الرحلات غير المميزة بشيء، ولا بشيء! ويكون الشكر ذا معنى، حين تهتم الشركة بالملاحظات، وتحاول جاهدة أن تسعى للقضاء على السلبيات، وأهمها تأخير مواعيد الإقلاع.
من هنا، فإنني من باب حرصي على الشركة وأموال الشركة، فإنني ألفت نظر المسؤولين عليها لنقطة مهمة جداً، وهي التلاعب الواضح بالمقاعد، والتي تدفع الشركة في النهاية ثمنه. فحين تذهب للمطار في حالة عاجلة، بعد أن يغلق الموقع الإلكتروني أبوابه في وجهك، تجد أن هناك من قد يجد لك المقاعد. وحين تسأل في مبنى مطار الرياض عن مقعد عودة من جدة، تجد معظم المقاعد شاغرة. وحين تصل جدة، أي بعد ساعة ونصف، تكون المقاعد كلها محجوزة.
هذه التجربة لديَّ ما يثبتها. فالراكب وصل لمطار جدة قبل الساعة العاشرة مساءً، وكان هناك حوالي أربع رحلات قادمة، كلها محجوزة، ما عدا ثلاثة مقاعد في رحلة الساعة الثانية والنصف فجراً. وفي حالة كهذه، اضطر المسافر أن يأخذ مقعده، شاكراً ومقدراً. وفي الطائرة، تكون نسبة المقاعد الفارغة حوالي عشرين بالمئة، حسب مشرفة المضيفات، أي أن حوالي ثلاثين مقعداً كانت شاغرة، قيمة كل مقعد 650 ريالاً، فمن المسؤول عن هذا الهدر؟! ومن يحق له التلاعب في الحجوزات، ولمصلحة من؟!