إبراهيم بكري
النصر البطل في موسمين مضت أصيب بمسّ فقدان الثقة ويتلبسه اليوم حالة إنهزامية جعلت المشجع الأصفر يتجرع مرارة الخسائر ليتذكر السنوات العجاف التي عاشها لسنوات طويلة وفريقه يترنح في جدول ترتيب الدوري ما بين الفرق المهددة بالهبوط ومنطقة الأمان في الوسط بعيداً عن قمة الأبطال!!.
قبل ثلاث سنوات أكثر نصراوي متفائل لا يتوقع أن عمره سوف يمتد إلى أن يرى فريقه «بطلاً» ؟؟!!.
من رحم اليأس ولد «كحيلان» من لا شيء صنع كل شيء فجعل «المشجع القنوط» آيقونة للفرح حتى أصبحنا اليوم نعيش مرحلة مختلفة.. جيل جديد من النصراويين شهيتهم مفتوحة لا يشبعون من أكل البطولات!!.
ثلاث وجبات دسمة في سنتين بطولتا دوري وكأس ولي عهد كفيلة أن تصيب أي مشجع نصراوي بالتخمة لكن الجوع لسنوات طويلة جعل كل من يشجعه يتجاهل نصائح الأطباء لا رجيم ولا حمية يأكلون دسم البطولات حتى أصبح العالمي مصاب بـ(الكولسترول)!!.
النصر في الملعب مصاب بسمنة مفرطة بطء في الحركة أداء فني مخجل يتحمل المسؤولية الكبيرة اللاعبون المتخاذلون بعدم انضباطهم داخل الملعب وخارجه. الحالة المرضية التي يعيشها النصر اليوم ليست جديدة في عالم المستديرة نفس أعراض المرض عاشتها أندية عالمية ومنتخبات لكنها تعافت وتشافت وعادت لمنصات الذهب لمرة أخرى.
ليس هناك طبيبب في العالم في يده «لقاح» يعالج النصر ولم يسجل حتى هذه اللحظة منجزاً طبياً باكتشاف مضاد حيوي يحمي العالمي من فيروسات الهزيمة!!.
لا مشرط طبيب جراح قادر على استئصال «ورم الهزيمة» من جسد النصر، حتى أشعة الليزر عاجزة عن تصحيح نظر جماهيره المتشجنة لرؤية فريقها كما كان في موسمين مضيا؟!.
روشتة الدواء بكل اللغات تكتب بخربشات الأطباء بخط لا يفهمه المريض فقط الصيدلي هو من يفك هذه الطلاسم لكن في حالة النصر المرضية طبيبه العاشق «كحيلان» كتب بخط واضح علاج النصر في يد «جماهيره»!!.
لا يبقى إلا أن أقول: ليس عندي أي شك أن مشكلة النصر ليست فنية فقط بسبب المدرب المقال «دسيلفا»، بل هناك أخطاء إدارية فادحة شريكة في تدهور الفريق مع كل هذا لا أرى في الوسط الرياضي شخص يتعلم من أخطائه مثل فيصل بن تركي، لم يعد «كحيلان» مثل سنواته الأولى في الإدارة يخطىء ويكابر ويعاند أصبح اليوم «ناضجاً» بخبرة إدارية متراكمة تقوده لمعرفة الخطأ وعلاجه.
لا خوف على النصر وشريانه التاجي «كحيلان» يضخ العزيمة لقلب العالمي لينتصر !!. وسيبقى النصر مصاب بمس الهزيمة و تتلبسه الخسائر حتى تعود جماهيره إلى المدرجات وترقيه بصوت عال:
«يا عالمي فوق حلق فوق ... ميعادنا دايم القمة»..
هنا يتوقف نبض قلمي، وألقاك بصحيفتنا «الجزيرة» كل أربعاء وأنت -كما أنت- جميلٌ بروحك. وشكراً لك.