رجاء العتيبي
في آخر المطاف ليس بالضرورة أن ينهزم الشر, قد ينتصر وقد يتمكن، ولكنه قطعا لا يستمر، وخلافا لمعتقداتنا البريئة فإن الهدف قد يصل إليه الذي يسير بالطرق المشروعة، وكذلك الذي يسير بالطرق غير المشروعة، ولكن الفرق أن الإنسان الخير يسير ومسيرته كلها خير، أما الإنسان الشرير فيسير ومسيرته كلها شر.
الشرير يسير نحو هدفه وفي طريقه قد يظلم، قد يسرق، قد يأخذ حقوق أحد، قد يكذب، بالتأكيد هو شخص أناني يعمل من أجل (ذاته)، فيما الإنسان الخير يسير وفي طريقه ينشر العدل، الحب، السلام، إعطاء الناس حقوقها، ويعمل من أجل الآخرين من أجل المنفعة العامة.
إنسان الخير وإنسان الشر يمثلان (تماما) قابيل وهابيل الذي نوى أحدهما قتل الآخر، فيما الآخر امتنع عن قتله، والنتيجة قابيل يقتل هابيل غيرة وحقدا وحسدا، في الوقت الذي تجنب هابيل أي رد فعل عنيف حتى لا يبوء بإثمه، والمصير إما إلى جنة أو إلى نار. والقتل هو المستوى الأعلى للصراع بين الخير والشر، وقد يكون أقل درجة من ذلك حتى يصل للعلاقات الكيدية والحسد وإفشال أعمال الخير والمنجزات أو أقوال شريرة كالنميمة وتشويه الصورة والكذب.
هذه المعادلة (معادلة الخير والشر) هي خارطة طريق لمن أراد أن يحقق هدفا، يمكن أن تطبقها في السياسة، في الاقتصاد ، في العلاقات البشرية، في العمل، في كل مكان، ولا يمكن أن تسير في هذه الحياة ما لم تكن قد اخترت أحد الطريقين، وهو اختيار حر ، فكل الطرق تؤدي إلى روما ولكن بأي طريقة (مشروعة أوغير مشروعة) هذا هو السؤال.
من يبتغي هدفه على جماجم الأبرياء، وتجويع القرى، أو ترويع المدنيين ، أو تحريض الناس على القتل ، قطعا إنسان شرير، مهما كانت تبريراته، سواء كان رئيس دولة، أو مدعي جهاد، أو إنسان يعمل في شركة، طالما أن هدفه وصل إليه عن طريق أعمال إرهابية وأفعال شريرة بمقاييس الأديان والقوانين، فإنه يبقى شريرا خالصا وينتظره يوما أسود لن يطول.
هكذا يكون مصير مُسعِّر الحروب ومصاص الدماء يوما أسود لا يخطئه مهما طال به الأمد، والشواهد كثيرة في مجال السياسة ولن تتعب في معرفتها، باعتبارها أحداثا يشاهدها العالم عبر القنوات الفضائية بوضوح، شاهد كثيرا من الزعماء الأشرار، شاهدهم يوم سطح نجمهم، ويوم أفل، ويوم الأفول كانت المأساة، فصل وانتهى ليؤذن ببداية فصل آخر شبيه له، طالما أن لدينا زعماء أشراراً لا تتعظ كبشار وخامنيئي وحسن والحوثي وصالح ومن ناصرهم.