عادل علي جودة
ليس لأني أقيم على أرضها، ولا لأنها شملتني وزوجتي وأبنائي برعايتها وهيأت لنا أسباب الراحة والأمان، وفتحت أبواب مدارسها وجامعاتها لأبنائي، ولا لأنها الحضن الدافئ للقضايا العربية والإسلامية والإنسانية وعلى رأسها القضية الفلسطينية العادلة، ولا لمسيرتها وتاريخها في الوقوف إلى جانب الشعوب المقهورة وتقديم شتى أنواع الدعم والعون لهم،
ليس لكل ذلك فقط، إنما أيضاً لأن ما جرى لسفارتها وقنصليتها في إيران يعد بكل المقاييس شكلاً بشعاً من أشكال الإجرام؛ وأقل ما يقال فيه إنه سلوك بربري تقشعر له الأبدان وتتقزز منه الأنوف.
لكل ذلك أقول: (نعم) لقرار المملكة العربية السعودية قطع علاقاتها مع إيران، وبكل اعتزاز أقول (نعم) -معظماً التحية- للسودان الأشم وللبحرين الشامخ على وقفتهما الأصيلة إذ أعلنا على الملأ أنهما يقرران قطع علاقاتهما مع إيران تضامناً مع المملكة العربية السعودية ووقوفاً إلى جانبها.
وبصوت عال أقول (نعم) -منادياً- لأن تقف دول المنطقة كلها، والعالم أجمع، وقفة جادة وحاسمة في وجه إيران التي ضربت عرض الحائط بكافة الأعراف الإسلامية والمواثيق الدولية وانطلقت كالأفعى تبث سمومها هنا وهناك حتى استشرى فسادها وإفسادها وباتت وباءً يستلزم علاجه، وإلا تضررت المنطقة بأسرها.
وبصوت مماثل أقول (لا) لقرار الإدانة الذي صدر عن مجلس الأمن، فالإدانة وحدها لا تطبب الجراح.