عادل علي جودة
لَا تَظُنِّيهِ إِزْعَاجاً لَكِ
أَوْ تَطَفُّلاً مِنِّي
فَوَاللهِ مَا هَذَا قَصَدْتْ
كُلُّ مَا فِي الْأَمْرِ
أَنِّي إِلَى صَفْحَةِ الْقُرْبِ
ابْتَسَمْتُ، ثُمَّ خِلْسَةً تَسَلَّلْتْ
فَوَجَدْتُ كُرْسِيَّ رَاحَةٍ مَحْجُوزاً
فَرَفَعْتُ شَارَةَ الْحَجْزِ
وَالْتَفَتُّ يُمْنَةً وَيُسْرَةً، ثُمَّ اسْتَرَحْتْ
فَإِذَا بِي أَمَامَ عُذُوبَةِ هَمْسٍ
أَرَاهُ فِي رِقَّتِهِ، لِهَذَا الْيَومِ
مِنْ أَعْذَبِ مَا قَرَأْتْ
يَقُولُ الْهَمْسُ:
{هُنَاكَ أَرْوَاحٌ مِنَ الْبَشَرِ
لَهَا فِي الْقَلْبِ نَبْضَةٌ
إِنْ حَضَرُوا دَقَّ الْقَلْبُ فَرَحاً
وَإِنْ غَابُوا دَقَّ الْقَلْبُ شَوْقاً}
فَدَاعِبَ الْهَمْسُ تَلَابِيبَ الرُّوحِ
وَلَاطَفَ دَفْقاً لَاهِباً
حَاوَلْتُ كَتْمَهُ؛ فَمَا اسْتَطَعْتْ
فَهَبَّتْ حُرُوفِي
تَنْفُضُ أَوْتَارَ حِيلَتِي
فَغَدَوْتُ فَارِساً لِلضَّادِ، فَشَطَحْتْ
فَاعْذُرِينِي إِنْ بَدَوْتُ لِلْوَعدِ مُخِلّاً
فَالْأَصْلُ لَدَيَّ، أَنِّي لِنَقْضِ الْوَعْدِ
أَبَداً، أَبَداً مَا انْحَنَيْتْ