جاسر عبدالعزيز الجاسر
فضحت إجراءات التصدي الحازم للمملكة العربية السعودية لتجاوزات وتخريب وإرهاب نظام ملالي إيران، بأن هذا النظام ما هو إلا (ظاهرة صوتية) صنعت لها مكانا عززته عبر دكاكين إعلامية من خلال إنشاء وإقامة خمسين محطة فضائية تلفزيونية نشرتها في الدول التي تصنف كولايات تابعة لنظام ولاية الفقيه في إيران.
الصراخ الإعلامي المدعم بأصوات استطاع النظام الإيراني أن يكسبهم لجانبه عبر شراء أقلامهم ومشاركاتهم، ففي لبنان أنشأ ثلاث محطات فضائية مرتبطة به مباشرة ورابعة تصنف كمساندة لكونها تتبع لحزب أو حركة ضمن محور ملالي إيران في لبنان، فبالإضافة إلى محطة العالم الإيرانية التبعية، هناك محطة المنار التابعة لحزب حسن نصر الله (حزب الله) والحزب كما هو معروف الذراع الإرهابية لنظام ملالي إيران وثم فإن محطته الفضائية لا بد أن تكون صدى لوظيفة الحزب، فأفراده يمارسون الإرهاب في لبنان وسوريا والعراق ودول الخليج العربية ويقيمون مراكز ومعسكرات لتدريب الإرهابيين وإرسالهم إلى دول الخليج العربية لتنفيذ أعمال إرهابية تنفيذاً لتعليمات ترسل إليهم من قم.
المحطة الثالثة هي محطة الميادين التي أنشأها الإعلامي التونسي المتشيع وفق النهج الصفوي غسان بن جدو وبأموال إيرانية والتي جندت تقاريرها الإخبارية والأخبار التي تبثها لخدمة نظام ملالي إيران.
أما المحطة الرابعة المساندة فهي محطة (NBN أن بي أن) والتابعة لحركة أمل التي يرأسها رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، والحليف الطائفي لحزب حسن نصر الله، هذه المحطات الفضائية تقود دعماً طائفياً لنظام ملالي إيران، ودائماً تجند (إستوديوهاتها) وأجهزتها لخطاب العنف الطائفي الذي تروج له الأحزاب والمليشيات الطائفية والتي تقدم إيران كقوة عسكرية وسياسية ليست على المستوى الإقليمي فحسب، بل قوة عالمية لا تقهر، وأن نظام إيران أجبر أمريكا وقبلها إسرائيل والدول الكبرى على التسليم بما تريد، وأن على الدول في المنطقة العربية خصوصا والدول الأخرى في الشرق الأوسط كتركيا وأفغانستان وإذربيجان وطاجكستان ودول آسيا الوسطى أن ترضخ لما يمليه نظام ملالي إيران.
هذه الهالة المزيفة لقوة إيران السياسية والعسكرية فضحتها المواجهة السعودية، سواء على أرض اليمن وقبلها في البحرين إذ مني وكلاء الملالي في اليمن بهزيمة نكراء، وجردت المخالب الإرهابية الطائفية في البحرين بعد الحضور القوي لقوات درع الجزيرة.
النيل من الغطرسة الإيرانية والهالة التي صنعتها الآلة الإعلامية اللبنانية وسايرته في ذلك العديد من الفضائيات الممولة من طهران والتي كما أسلفنا تصل إلى خمسين محطة فضائية وهذه الآلة الإعلامية لم تجنب نظام ملالي إيران لطمة سعودية أخرى وهذه المرة لطمة سياسية تمثلت في الرد والتصدي للتخريب وعدم الالتزام بالمواثيق والقوانين الدولية التي تفرض احترام وتأمين الحماية للمقار والبعثات الدبلوماسية للدول، فبعد الاعتداء على السفارة السعودية في طهران والقنصلية السعودية في مشهد، ردت المملكة على هذا الاستهتار بقطع جميع العلاقات مع هذا النظام الإرهابي، فبالإضافة إلى قطع العلاقات الدبلوماسية تم وقف التعامل التجاري ومنع الرحلات الجوية ومن وإلى المدن الإيرانية ومنع المواطنين السعوديين من التوجه إلى إيران.
هذه الإجراءات التي تنم عن إحساس عال بالكرامة العربية والتزام قوي بالدفاع عن المصالح العربية اتخذت المملكة متجاوزة كل ما حاولته الأبواق الإعلامية الإيرانية في صنع زيف غير حقيقي للقوة الإيرانية دفعت هذه الإجراءات التي يفترض بأي دولة القيام بها للرد على من يتجاوز حدوده، ولذا استنفرت الآلة الإعلامية الإيرانية لمواجهة حزم السعوديين في محاولة فاشلة لتقليل خسائر نظام ملالي إيران، وكشفت المحطات الفضائية الطائفية عن توجهاتها الخبيثة حيث تحالفت محطات الآفاق والعهد وحتى المحطة العراقية الرسمية في الدفاع عن نظام نددت به جميع الدول لخرقه الأعراف الدولية ومواصلة الاعتداءات على مقار السفارات والقنصلية، وأقامت تلك المحطات الفضائية (لطميات وبكائيات على تنفيذ حكم القصاص الشرعي بالإرهابيين، وهو ما انضمت إليه محطة الأنوار التي تبث من الكويت والممولة من قبل نظام ملالي إيران وعملائهم من معتنقي مذهب ولي الفقيه.