جاسر عبدالعزيز الجاسر
ما كان منتظرًا من المملكة العربية السعودية والدول التي حذت حذوها وقطعت علاقاتها مع نظام ملالي إيران، تحقق، وكفى الله المؤمنين شر القتال، فهؤلاء القابضون على ناصية السلطة في طهران جماعة لا يؤمن شرها ولا يشرف أحد التعامل معهم. من طبيعتهم الغدر والنفاق وطعن من يغفل عنهم في الظهر، لم يتخلوا عن طباعهم اللئيمة التي جبلوا عليها منذ وجود هذا العرق الفاسد إِنسانيًا، وتاريخنا العربي القديم والمعاصر يحفل بالعديد من الأحداث والوقائع التي تؤكد انحرافهم وعدوانهم وبالذات مع العرب وحتى بعد أن وصلت إلى أراضيهم رسالة الإسلام السمحة، ظلوا يبطنون الكراهية للعرب والمسلمين وغير المسلمين، وحتى إسلامهم تشوبه شائبة، ويخلطون بين مبادئه النقية وبين رواسب معتقداتهم الوثنية وانتماءاتهم العرقية التي كانت تؤثر على معتقداتهم الدينية وتثير فيهم الأطماع، والقارئ المتمعن للتاريخ الإسلامي وقبل ذلك التاريخ العربي يجد أن هؤلاء قد وجهوا أشرس الطعنات للمسلمين، فمنهم من اغتال الخليفة العادل عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ولهذا المرتد القاتل قبر في إيران وضعه الملالي مزارًا يقصده من يعتقد أن العرب اسقطوا إمبراطوريته بعد الفتح الإسلامي في عهد الفاروق، وقد حاولوا السيطرة والهيمنة على الدولة الإسلامية في بغداد إبان الحكم العباسي، إلا أن أبو جعفر المنصور قضى على المندس أبو مسلم الخرساني، وتصدى الخليفة هارون الرشيد للبرامكة الذين حاولوا تكرار المحاولة. ومحاولاتهم تلك لم تتوقف حتى عصرنا الحاضر ونشطت بعد وصول الملالي لحكم إيران إِذ حاولوا التمدد نحو المنطقة العربية، وينص دستور ثورتهم التخريبية الذي وضعه الخميني وجماعته مادة تحمل الرقم 56 تقول، إن مهمة الثورة الخمينية نشر الثورة إلى الدول المجاورة وأن تخضع جميع الأقطار الإسلامية لحكم ولاية الفقيه، البدعة الخمينية التي تلقفتها الأحزاب والمليشيات التي يقودها عملاء ملالي إيران، بعضهم ينحدر من أصول فارسية والبعض الآخر عشعشت أمراض الفكر والانحراف في عقولهم.
أمام هذا التاريخ الأسود لهؤلاء القوم الذي يتجسد مرارًا أمامنا في العصر الحاضر، ماذا عسانا أن نفعل، هل نطأطئ رؤوسنا ونتجاهل الأخطار حتى نجد أنفسنا مثلما حل في العراق وسوريا ولبنان، ونتجاهل الأمر وكأنه لا يعنينا، أو ننتظر حتى يأتي الدور علينا مثلما يفعل البعض منا بحجة ممارسة الحياد وعدم التورط بالرغم من أن التهديد سيطوله.
نعم إن للجغرافيا أحكامها، وإننا لا يمكن أن نبعد البقعة التي يحكمها الملالي من بلداننا ولا أن نحرك أراضينا، إلا أنه يجب أن نكون جديرين بالدفاع عن حقوقنا، وعن أوطاننا، ومن لا يدافع عن حياض وطنه ودينه وشرفه لا يستحق أن يعيش عليه، ولهذا فإن الموقف والقرار الذي اتخذته المملكة العربية السعودية ليس فقط قرارًا منتظرًا، بل هو القرار الصحيح والواجب اتخاذه في التعامل مع جماعة لا تراعي الدين ولا القيم ولا يردعها سوى الحزم والحسم في التعامل، وهذا أمر مفروغ منه، أما من وقف مع المملكة فهو يقف مع وطنه ومواطنيه ويدافع عنهم وعن مصالحهم، أما الذين ترددوا مدعين الحياد في مسألة لا تقبل الحياد إلا لمن استكان واستسلم فذلك شأنهم ولن يكون ذلك اليوم ببعيد عندما يستنجدون بمن وجهته الأولى من يسعون لانتهاك الكرامة العربية والقضاء على الهوية العربية.