جاسر عبدالعزيز الجاسر
في العراق، أصبح لكل مكون طائفي وعشائري وعرقي، حشده العسكري الذي يتكون عادة من المسلحين المقاتلين الذين يتبعون انتماء مذهبياً أو عرقياً، أو عشائريا معينا.
وهذه الحشود التي تتبع بوصلة أجندة مَنْ أنشأها، لذلك فإن هناك اختلافا وتباينا بين أهدافها، وبما أن كل حشدٍ يفتي على هواه، فإن الحشد الشعبي الذي هو أول من استعمل هذا المصطلح في محاولة لتوظيف فتوى المرجع الشيعي علي السيستاني الذي أصدر فتوى لأتباعه بإنشاء حشد لمواجهة تنظيم داعش الإرهابي، السيستاني أراد تطوعاً وطنياً لمواجهة تغول داعش إلا أن المليشيات الطائفية الشيعية «سرقت» الفكرة ووظفتها لخدمة الأهداف التي تعمل على تحقيقها والتي تسعى إلى استبدال احتلال داعش، باحتلال صفوي فارسي، وأراد من فرضوا قياداتهم لإدارة الحشد الشعبي الذي يسميه العراقيون وخاصة من المكونات المذهبية الأخرى بالحشد الشيعي، إلى قوة عسكرية موازية للجيش العراقي، بل وأكثر من ذلك، أن يكون أهم وأقوى منه على غرار ما فعله ملالي إيران بجعل الحرس الثوري أهم من الجيش الإيراني الذي لا أحد يسمع عنه بعد أن تصدر قادة الحرس الثوري الإيراني المشهد.
في موازاة الحشد الشيعي الذي يتنازع رئاسته الآن هادي العامري رئيس فيلق بدر، المليشيات الشيعية التي أنشأها الإيرانيون في الحرب العراقية الإيرانية لمقاتلة الجيش العراقي، وأبومهدي المهندس قائد مليشيات أبوالفضل العباس وهي المليشيات التي أنشأها الإيرانيون لمقاتلة السوريين بحجة الدفاع عن قبر السيدة زينب في دمشق.
في المقابل كونت عشائر الأنبار العربية حشدها الخاص وأسمته «الحشد العشائري» وقد شارك مقاتلو هذا الحشد في معارك تحرير الرمادي بعد إقصاء الحشد الشيعي، وتتداول مصادر عراقية عديدة بأن عناصر الحشد العشائري الذي يضم أبناء عشائر الدليم المعروفة بقوتها وشجاعتها ستشارك قوات الشرطة العراقية «الإمساك بالأرض» في محافظة الأنبار ومدنها للحفاظ على محافظتهم ومدنها وإبعاد أي عناصر من خارج المحافظة، وتصر هذه العناصر على منع مليشيات الحشد الشيعي من دخول الأنبار ومدنها الرمادي والفلوجة وهيت وعانة وراوه والقائم والنجيب حتى لا تتكرر العمليات الانتقامية والنهب والحرق التي مارستها مليشيات الحشد الشيعي في تكريت وديالى.
الحشد الآخر الذي أعلن عن تشكيله، هو الحشد الوطني الذي أنشأه محافظ نينوى الذي أقالته حكومة العبادي، أثيل النجيفي، وهذا الحشد المكون من مقاتلين جميعهم من أبناء الموصل ومن القبائل العربية قد انخرط في معسكرات للتدريب أشرف عليها مدربون من تركيا، وأن عناصر هذا الحشد الذين يشكل الضباط العراقيون السابقون من أبناء الموصل النسبة الكبرى منه يتعاونون مع قوات التحالف الدولي الذي تقوده أمريكا وقوات البشمركة الكردية، وهم أيضاً يرفضون أية مشاركة للحشد الشيعي الذي لوثت سمعته أعمالهم الانتقامية في محافظتي صلاح الدين وديالى.
للأكراد أيضاً «حشد» ولكنه يحمل اسما تاريخيا للأكراد، فقوات البشمركة الكردية هي جيش نظامي لإقليم كردستان أنشأه الملا مصطفى البرزاني والد رئيس الإقليم الحالي مسعود البرزاني وله صفة أشبه بالمقدسة لدى الأكراد، إلا أنه ووفق التصنيفات المتداولة الآن في العراق يمكن اعتباره حشداً كردياً.