سعد الدوسري
عبر حادثتين حدثتا في أسبوع واحد، هو الأسبوع الماضي، تم استخدام «تويتر» كحجة وكمستمسك قانوني. الأولى عندما طلع أحد المسؤولين كشتة أثناء وقت الدوام الرسمي، والثانية عندما أصدر أحد المسؤولين قراراً ضد لاعبين خارج وقت الدوام، وتحديداً أثناء فترة التسخين للديربي البحري!
معظمنا لا يفرق بين رأيه الشخصي، وبين رأي الوظيفة التي يعمل بها. ومن هنا، يأتي الخلط. ولو أن هذا الخلط لا ينتج عنه أي تناقض، فربما لا بأس به. لكن أن يَتمَّ استغلال أحد الرأيين للترويج للآخر، فهذا أمر غير مقبول، ويجب أن يكون هناك حد له. ولقد اقترح أحد المهتمين بالشأن العام، أن يَتمَّ منع أصحاب المراكز الحساسة من استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، حتى انتهاء علاقتهم بتلك المراكز، لما للطرح الشخصي من تأثير على القضايا التي قد تمس المواطنين المستفيدين من خدمات المركز الذي يتبوؤه صاحبنا. واستشهد بتغريدات شخصية لمسؤولين في مراكز خدمية مهمة، كشفت ضحالة تفكيرهم أو لامبالاتهم بالشأن العام.
تويتر خطير، يحذر منه الكثير من العقلاء، من باب أنه يفتح أبواباً من الأفضل والأسلم أن تكون مغلقة. وهذا لا علاقة له بحرية الرأي، فهي مصانة دوماً، ولكن له علاقة بإهدار قيمة الحوار، عبر الاستغلال غير المهني للمنبر، أو عبر سوء اختيار الوقت، وكلاهما قد يودي بصاحبه، وقد يودي به أيضاً، عدم ضبط بوصلة رأيه باتجاه الصالح العام.