سعد الدوسري
{رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا}
(35) سورة إبراهيم
كانت هذه الآية الكريمة، هي الأكثر استخداماً من قبل مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، منذ صباح يوم السبت الماضي. وربما اتفق معظمهم عليها، لما لها من وقع نفسي قوي على كل من يتلوها أو يكتبها، خاصة أنها تعبّر عن الحالة التي كان الناس يعيشونها ذلك اليوم.
لا أحد يرغب في العيش بلا أمان. وليس هناك ما ينغص الأمان أكثر من القتل والتدمير والتخريب. وفي مجتمع فتي، معظمه من الشباب، تكون الحياة الآمنة هي المطلب الرئيس، ويكون التوتر والخوف والتوجس من الموت، عائقاً لاستمرار الإحساس بالطمأنينة وللاستمتاع بكل أشكال المعيشة. ولهذا السبب، نجد الظواهر الشبابية المرتبطة بالفرح، هي الظواهر الأكثر تسيداً للمشهد في مجتمعنا، بعيداً عن كوننا نتفق أو نختلف حول بعضها. مثل هذه الظواهر، تخبو بمجرد وجود حالة غير آمنة، وذلك لأن الأمان هو ما يمنحها الفضاء الواسع.
وبعيداً عن الشباب، فإن جميع المفاصل الرئيسة التي تسيّر شؤون الوطن بكامله، لا تتحرك عجلاتها إن لم يكن الطريق آمناً. فالاقتصاد يهتز وربما ينهار في ظل عدم الاستقرار. والخدمات التعليمية والصحية والبلدية، تحتاج دوماً إلى أرضية آمنة، لكي تصل لمستحقيها. ومن أجل ذلك، يحرص مَنْ يفكر بعقلية منتمية لوطنه، على تعزيز كل ما له علاقة بأمن وأمان المجتمع الذي يعيش فيه، ابتداءً من بيته وانتهاءً بكل مكونات بلده.