سعد الدوسري
سخر البعض من تباهي أحد الكتّاب بإبراز الصحافة العالمية لخبر فوز 20 سيدة بالانتخابات البلدية. وهذه السخرية تتكرر دوماً حين يكون الإنجاز لامرأة، كونه في النهاية سيذهب أدراج الرياح، إذ إن الرجل قد يقضي على هذا الإنجاز، في لحظة غضب واحدة، وذلك حين يمنع تلك المرأة من العمل أو من الخروج. وهذا الموقف يتكرر من بعضٍ آخر، حين يعتبرون التباهي بفوز المرأة، خروجاً عن القيم المحافظة، ودخولاً في نمط الفكر الغربي.
إنها مشكلة دائمة.
لن يرضى هؤلاء بأن تأخذ المرأة حقها في البروز والتفوق، لا محلياً ولا عالمياً. وهنا قد أسأل:
- أيهما أفضل؟! أن يبرز الإعلام الغربي خبر فوز سيدات سعوديات بالمجالس البلدية؟ أو أن يبرز خبر تفجير شاب نفسه داخل مسجد مكتظ بمواطنين أبرياء من أهل بلده؟!
إن فرحنا بمنجزات الشباب والشابات، داخل وخارج المملكة، هو فرح بالحياة وباستمرارها بشكل متطور. التميز في المجالات العلمية والفكرية والإدارية والاجتماعية، حق للرجل والمرأة. وها هم يديرون معاً المؤسسات العلمية والتقنية والبنكية والصحية والشورية. ومن حق الوطن أن يفخر بهم. ولم لا يفعل، وهم ملتزمون بدينهم وبكل التقاليد المهنية والأخلاقية والمجتمعية؟!
إن المسيرة الوطنية، في مستقبلها الصعب جداً، تحتاج إلى تظافر كل مكونات المجتمع، وإلى التفكير بطريقة مغايرة عما مضى، فلقد ثبت أن العجلة تدور، ولن توقفها السخرية أو التندر أو محاولة إقحام الحلال والحرام، بشكل تعسفي، في قضايا حسمها الدين وعلماء الدين.