كاتب فهد الشمري
إن قرار المملكة في قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران لم يكن حدثاً مفاجئاً لأي أحد؛ فقد كان قراراً متوقعاً من قِبل البعض ومنتَظَراً من قِبل كثيرين؛ إذ إن السياسة التي انتهجتها إيران مع الدول العربية، وخصوصاً المملكة، في الآونة الأخيرة أظهرت قدراً كبيراً من الغرور لدى موالي إيران؛ إذ إنهم لم يكتفوا بما قاموا به في بعض الدول العربية من تخريب ودمار حتى صار يفرح بعض مسؤوليهم بأنهم أوشكوا على تحقيق الإمبراطورية الفارسية، وصاروا يعطون أنفسهم حقاً في التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، حتى على أبسط الأمور الداخلية التي تقوم بها الدول العربية لحفظ أمنها وأمانها وسلامة مواطنيها.
إن التدخل السافر من قِبل إيران بشأن قيام المملكة العربية السعودية بتنفيذ الأحكام القضائية التي صدرت بحق عدد من الإرهابيين، الذين لم ينتهجوا في حياتهم سوى العبث في أمن وأمان المملكة، أمر غير مقبول.
إن إيران لا تنظر في جرائمها التي تقوم بها ضد العرب السنة في الأهواز، وكذلك في العراق، عبر مليشياتها العاملة هناك، التي لا تفتأ تقتل العرب ليلاً ونهاراً. وآخر ضحايا إيران قبل أيام الشاعر أحمد النعيمي لقوله كلمة حق عند سلطان جائر.
إنني أعتقد - برأيي الشخصي - أن هذا القرار كان قراراً موفَّقاً وحكيماً؛ إذ إن منطق العقل يقول إنه لا يمكننا التعايش مع من يحمل تجاهنا ثقافة الكراهية ومخططات الدمار، ولا يمكن أن نتظاهر بأن الأمور ما زالت على ما يرام مع أن النظام الإيراني يدس أنفه في كل صغيرة وكبيرة تجري في بلادنا.