كاتب فهد الشمري
تاريخ لن ينمحي من ذاكرة الفروسية في المملكة العربية السعودية، وقرار لن ينسى كونه سيكون علامة واضحة في سماء الفروسية، ونجمة ستسطع في جبينها، ذلك الحدث هو تشريف الفروسية بالرئاسة الفخرية من قبل مقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- وقراره الذي جاء حسب ما كان متوقعاً في أذهان جميع الوسط الفروسي لهذه الرياضة العريقة التي تهتم كل أبناء الوطن والأمة العربية بأسرها كونها لا تمثل رياضة فحسب، بل هي تراث وأصالة امتدت لآلاف السنين عبر حياة الإنسان العربي، وخصوصاً هذه البلاد المباركة التي كان للخيول الدور الكبير في فتح هذه البلاد وتأسيسها على يد الملك عبدالعزيز آل سعود -طيب الله ثراه-.
إن الفروسية وهي في عصورها الذهبية في بلادنا الكريمة - لتزدان بهذا القرار الذي سيشكل قفزة نوعية لها، كون من يتولى رئاستها الفخرية هو الفارس الأول، سلمان الشهامة والخير والعطاء، ولا غرو في أن يكون الفارس هو راعي الفروسية الأول قولاً وفعلاً ورمزاً للفروسية.
ولم تتوقف المفاجآت في ذلك القرار فحسب، بل جاء القرار الثاني بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير/ متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز وزير الحرس الوطني رئيساً لمجلس إدارة نادي الفروسية التي ينضوي تحت ظلالها كل منتسبي هذه الرياضة العربية العريقة.
وليس غريباً على الأمير متعب هذا التعيين فهو أحد خريجي مدرسة الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله الذي كان يولي الفروسية كل رعايته واهتمامه والأمير متعب هو الذي عرف عنه حب هذه الرياضة وتعلقه فيها، ويعلم كل خفاياها، فقد خبرها عن قرب، ويعرف دهاليزها وأمورها بالتفصيل أباً عن جد.
إنني حقيقة وبصفتي أحد ملاك الخيل، وأحد المهتمين بالفروسية والمستشار القانوني لهذا النادي العريق، أهنئ نفسي وكل أعضاء النادي، والمنتسبين إليه، والعاملين فيه، بهذا القرار الذي جاء على غرار المثل الشهير (الرجل المناسب في المكان المناسب) فمن يعرف الأمير متعب بن عبدالله يعرف معنى هذا القرار الصائب وخلفياته وآثاره على مستوى الفروسية، فشتان بين من يتابع أمر الفروسية، وبين من يعتبرها تسلية، وبين من يعشق هذه الرياضة، ويراها إحدى مكوناته الشخصية المهمة، والأمير متعب بن عبدالله هو من هذا النوع، الذي يرى في الفروسية جزءاً لا يتجزأ من شخصية الإنسان العربي بشكل عام، وسكان هذه البلاد على وجه الخصوص.
إن الحديث عن فروسية الأمير متعب بن عبدالله لا يفيه مقال في صحيفة، فليس حكاية عابرة دامت ساعات أو أياماً أو شهوراً أو حتى سنوات، إنما هو حديث عمر كامل من الارتباط الوثيق بينه وبين هذه الرياضة التي لطالما سعى إلى تطويرها، ووضع الأسس الصحيحة والمتينة التي تضمن إيصالها إلى مصاف الدول الكبرى، فهو متعب الذي أنفق الجهد والوقت والمال في تطويرها وخدمتها طوال السنين التي عرف الناس فيها هذه الرياضة العريقة والكبيرة.
إن نجاح الأمير متعب في إدارة اللجان الفنية خلال السنين الماضية ليس وليد اللحظة، بل هو الخبرة التي تراكمت عبر السنين الطويلة، وهو يسهر ليلاً ونهاراً من أجل الرفع بمستوى هذه الرياضة، والعمل على تطويرها، والفرق واضح بين من يدير شيئاً لأجل الإدارة بذاتها، وبين من يدير شيئاً لعشقه ذلك الشيء وحبه له، وإذا سألتم عن عشيق لهذه الرياضة فلن تجدوا أحداً يعشقها بمثل الأمير متعب.
إن حكمة سيدي خادم الحرمين الشريفين تظهر جلياً حينما رأى مقدار نجاح وتعلق الأمير متعب بن عبدالله بهذه الرياضة، فأصدر قراره التاريخي بجعله رئيساً لمجلس إدارة النادي الذي يرى فيه الكفاية والوجه الأول في المملكة لهذه الرياضة.
فهنيئاً للفروسية بفارسها سلمان، وهنيئاً للفروسية برئيسها متعب بن عبدالله، وهنيئاً لنا كمهتمين بهذه الرياضة أن يكون ولاة الأمر هم من يمسكون بزمامها، ويرسمون خططها، ويسعون لتطويرها، ولن يخيب أمر يقوده سلمان الشهامة والوفاء، ومن بعده أمير الفروسية متعب بن عبدالله.