سامى اليوسف
سجل الحكم الدولي تركي الخضير نجاحاً مطلوباً في ادارته لديربي جدة برفقة مساعديّه المهنا والرفاعي، وخرج بأقل الأخطاء غير المؤثرة على نتيجة المباراة ليستعيد ثقته بقدراته أولاً بعد سلسلة من الأخطاء الفادحة التي ارتكبها في مباراتين سابقتين، ويعيد جزءًا من الثقة المفقودة لهيبة التحكيم السعودي في واحدة من أصعب المباريات.
ولا يقل المدرب سبستيان جروس شأناً عن طاقم التحكيم في نجاحه، فقد قاد فريقه المثخن بجراح الغيابات والنقص المؤثر الى فوز بأقل المستويات الفنية، وزرع في نفوس البدلاء وبقية عناصر الفريق الروح القتالية التي تغلبت على تفوق الاتحاد الفني خلال المباراة، وكذلك على النقص الذي طرأ على فريقه أثناء اللعب بسبب إصابة أعمدته، وفي مقدمتهم القائد والخبير هوساوي.
ينبغي للاتحاديين أن يتفاءلوا، فالقادم أفضل قياساً على النقلة الفنية النوعية التي أحدثها المدرب العائد بيتوركا، فالسلبية والتسرع هما من أضاعا فوزاً في متناول أقدام لاعبيه، وعلى الجمهور أن يلتف حول فريقه بمزيد من الدعم الايجابي.
قبل انطلاقة ديربي جدة اشتعل في أروقة اتحاد الكرة ديربي جديد كان طرفاه رئيس لجنة الانضباط، ورئيس لجنة الاعلام، قدما فاصلاً من الردح الفضائحي في «تويتر» يعكس فوضى العمل الاداري في اتحاد يكشف غطاء رأسه بيديه لا بأيدي خصومه!
كان المشجع، والاعلامي، والمسؤول يتفرج على مسرحية هزلية قدمها بدون فواصل رئيسا اللجنتين. سبق وأن تساءلت عن آلية اختيار رؤساء اللجان في الاتحاد السعودي لكرة القدم، وعن معايير التقييم لعمل كل لجنة في نهاية كل موسم، ولأن اختيار رئيس لجنة الانضباط جاء بتوصيةٍ أو مجاملة لأحد أعضاء الاتحاد الذي لم يقنع المتلقي والوسط الرياضي بعمله ونجاحه، فقد حصد الاتحاد الخيبة.
رئيس الانضباط فشل في تقديم نفسه للوسط الرياضي من جهة، ولمرجعيته التي وضعت ثقتها فيه من جهة أخرى، فقد اتخذ من «تويتر» طريقاً ومسرحاً لعملياته، وبدأ بعمل ارتجالي بعيد عن المهنية والاحترافية التي يتطلبها التطوير والتصحيح.
«اترك عملك يتحدث عنك لا تغريداتك»، هذا ما كان يلزم رئيس الانضباط معرفته، والعمل به، ولو كان ينشد التصحيح واقعاً وعملاً للزم الصمت، وعمل بهدوء وحنكة على تعديل لائحته الانضباطية بعد الاستئناس بآراء القانونيين المختصين، ومن لهم علاقة باللائحة أو المتعاملين معها في الوسط الرياضي، ثم وفر فترة كافية لتصحيح اللائحة الجديدة قبل إقرارها، وتوزيعها على الأندية، ونشرها في الموقع الرسمي للاتحاد للعمل بها رسمياً، وبعدها قام بعقد عدد من «ورش العمل» في المناطق الرئيسية: الرياض وجدة والشرقية لشرح اللائحة بحضور مندوبي الأندية ورجال الصحافة والإعلام.. وهذا يجسد العمل المنظم القائم على الاحترافية والشفافية، فالفرق كبير بين اعتماد الشفافية واشاعة الفوضى في وسط لا ينقصه مزيد من الفوضى والاحتقان.
القانونيون عبر «الجزيرة» انتقدوا رئيس الانضباط من واقع اللائحة، وبنظرة قانونية محضة، والمشجعون عابوا عليه توجهه الى «تويتر»، ورؤساء الأندية كشفوا أخطاءه، ومرجعيته انتقدت اجراءاته في عمله.. ويبدو أننا موعودون مع بوابة لجنة الانضباط بإداريين يزيدون من الاحتقان في وسط كرة القدم السعودية؛ إما بتصريحات، أو تغريدات، أو قرارات تفتقر الى الحكمة وبعد النظر في لجنة تتطلب أقصى درجات الهدوء والتريث.
من السهل أن تحوز على الأضواء في الوسط الرياضي، ولكن من الصعوبة بمكان أن تقنع هذا الوسط بمهنية واحترافية عملك.