سامى اليوسف
أسجل إعجابي ببراعة وخبرة الأمير خالد بن عبدالله في مشواره الطويل في البحث والتنقيب عن مدربي كرة القدم للتعاقد معهم لتدريب الأهلي، فقد قدم لنا أسماء لامعة أثرت الدوري والكرة السعودية بخبرتها وبراعتها، وأسهمت في تطوير الكرة السعودية.
السويسري كريستيان جروس آخر هذه الأسماء، وهذا المدرب في رأييّ أحدث نقلة نوعية في الفريق الأهلاوي حيث أعاد له هويته التي فقدها مع سابقه، وفجر طاقة اللاعبين وأشعل في نفوسهم روح التحدي، فقد تغيّرت ثقافة اللاعب الأهلاوي استثنى ما وقع خلال وبعد مباراة الفيصلي لأنها كانت مشهدًا استثنائيًا تولدت أحداثه من جراء ضغوطات من إعلام محتقن تفاعل معه إداريون لا يبتعدون عنهم كثيرًا في مفهوم ثقافة « اجلللد».
أعود للخبير جروس الذي عرف قدرات لاعبيه ووظفها التوظيف الصحيح، ونجح في حسم الأمور كثيرًا في الأشواط الثانية من مباريات عديدة مما يعكس ذكاءً وخبرة وقراءة ناجحة، وتحضيرًا بدنيًا ونفسيًا وفنيًا يوازي طموح البطل، ويغلف جروس كل هذا بهدوء عجيب لا يتقنه إلا من هو في منزلته وحكمته.
الأهم في المسألة الفنية الاستقرار الذي أحدثه هذا المدرب، فالتشكيل يكاد يكون معروفًا للجميع إلا فيما ندر بحسب ظروف النقص للإصابة أو الغياب، أو لتكتيك يناسب الفريق الخصم الذي يبرع في قراءته قبل مواجهته في الملعب.
على الأهلاويين أن يدعموا استمرار هذا المدرب.
بالانتقال إلى الهلال، فإن اليوناني دونيس لا يدع مجالاً لمحبي الزعيم وأنصاره أن يستمروا في الوثوق في إمكاناته، وتعاملاته مع مباريات فريقهم، ولاعبيه، وتاريخه. فهذا المدرب كثير التغيير، لا يستقر على تشكيل، وتمادى في التغيير إلى حد تغيير مراكز وخانات اللاعبين المميزين في خاناتهم كالبريك والفرج وكريري، ويخلق لنفسه ولفريقه المتاعب قبيل انطلاقة مبارياته الحاسمة وخلالها اما باستبعاد مفاجىء للاعبين مهمين، أو باللعب بطريقة غريبة.
بخلاف قناعاته التي يصر عليها كالابقاء على اللاعب عبدالعزيز الدوسري في التشكيل بالرغم من سلبيته وانعدام جدوى بقائه، أو ركنه للاعب الهداف ناصر الشمراني وفيصل درويش وهما من أبرز الأوراق الرابحة، إضافة إلى عدم منحه فرصًا للاعبين شبان لخلق روح التنافس مع بعض النجوم الذين تراجعت مستوياتهم.
هذه التغييرات أربكت الفريق، وافقدته استقراره، وزرعت الشكوك في إمكانات المدرب وخططه وفهمه لقدرات لاعبيه، وأشاعت أسئلة عدة حوله يأتي في مقدمتها: هل إدارة الهلال تناقش المدرب وتسائله بالفعل؟، وإن كانت الإجابة بـ»نعم»، فلماذا يعيد أخطاءه؟!.
أخيرًا
الدوري طويل، والهلال لم يفقد سوى 3 نقاط، والتعويض وارد.. وفي الغالب الفرق غير المتنافس معها هي من تحلب لك لقب الدوري بشرط عدم تكرار الخسارة.
أثبت محلس الجمهور الهلالي أن «التيفو» تخصص هلالي وعلاقة مستمرة مع الإبداع والفكر الخلاّق.