سامى اليوسف
لا نختلف على أن رئيس النصر الأمير فيصل بن تركي هو رئيس مثير للجدل في تصريحاته، وتحركاته، وحتى تغريداته. لكن نتفق في الوقت ذاته على أن «الشيء إذا زاد عن حده انقلب ضده»، غاب الرئيس عن مشهد مباراة فريقه والاتحاد، فظهر اللقاء مغلفاً بالروح الرياضية، وفاز النصر بثلاثية خيل للمتابع أنها أعادت «العالمي» للواجهة من جديد، وتحررت دكة الاحتياط من الضغوط، وأجواء المباراة من الخروج عن النص، وجاء تركيز الإعلام والمتابعين على المستطيل الأخضر.
حضر الرئيس وحضرت معه اللقطات المثيرة للجدل، واللغط التي تحرج لجان الاتحاد كالتحكيم، والانضباط، وربما تعدى الأمر أروقة اتحاد الكرة إلى مكاتب مسؤولي الرئاسة العامة لرعاية الشباب.
إن اللقطات التي يظهر فيها رئيس النصر وهو يحتج، ويعترض على قرارات التحكيم خلال المباراة، ثم إجبار طاقم التحكيم ومساءلته والدخول مع أفراده بنقاش طويل أمام الملأ الحضور، وأعين كاميرات النقل والتصوير تحرج لجنتيّ الحكام والانضباط. كما وأن اللقطة التي ظهر فيها رئيس النصر يسخر ويتهكم على إعداد الحضور في المدرج الشبابي لا تليق به كمسؤول رفيع، ولا تليق بمكانته الاجتماعية، بخلاف أنها مدعاة لإثارة الفتنة، وزيادة الاحتقان بين أوساط الجماهير والشباب في وقت نحن أحوج فيه إلى نبذ التعصب وكل ما من شأنه توسيع هوة الانقسام بين الجماهير، وتأجيج نيران الفرقة والكراهية، وهذه اللقطة تنضم لسابقاتها في ازدياد الضغط على لجان اتحاد الكرة، بل ومجلس إدارة الاتحاد الذي يقف موقف المتفرج دون قرار يحد من هذه الظواهر السلبية.
هل يسمح الحكام لرئيس نادي الخليج، أو الرائد، أو الشباب، أو غيرهم من الرؤوساء المواطنين بأن يعترضوا عليهم، ويوقفوهم بهذه الطريقة، وهذا الأسلوب خلال وبعد المباريات دون أن يكتبوا في تقاريرهم تفاصيل تدينهم؟!، وهل ستمرر لجنتا التحكيم والانضباط مثل هذه التصرفات لهؤلاء الرؤوساء لو فعلوا ما فعله رئيس النصر؟!
هنا نتوجه بالحديث لمقام الرئاسة العامة لرعاية الشباب بأن تضع حداً لمثل هذه الظواهر، وهذه التجاوزات التي لا نراها إلا في ملاعبنا بكل أسف، وتوجهنا للرئاسة لأن المواقف، والحالات تتكرر واتحاد الكرة غارق بالسلبية دون حراك أو تصدي لها.
قرار منع الرؤساء من التواجد بالدكة سيحرر الحكام واللاعبين من الضغوط ويكفل لمبارياتنا تجفيف أبرز بؤر الاحتقان والتأجيج الذي يطغى على أجواء الكرة السعودية.
أخيراً:
علّق الكاتب المصري أحمد محمود ذات مقال له على مقولة «العدد في الليمون» بقوله: «فأدركت فوراً أنه ليس بكثرة العدد تكون القيمة وإنما كلما قل العدد زاد الثمن وصارت السلعة أكثر قيمة».