فهد بن جليد
من المُتوقع دائماً أنّ (أذن وعين) الصحافي الناجح تختلف عن عامة الناس، فهو يحضرُ المناسبات مثلهم ولكنه يسمع (ما لا يسمعون)، ويشاهد (ما لا يشاهدون)، ويقرأ ما بين السطور، لذا تجده يخرج بمعلومات تختلف عمّا يعتقده عامة الحضور؟!.
المسألة ليست (خارقة للعادة)، بل هي ميزة ومَلَكة يتمتع بها (الصحافيون الحقيقيون) في كل أنحاء العالم، ولعل هناك الكثير من القصص لصحافيين وإعلاميين أذهلوا العالم بحقائق توصلوا إليها (بقراءاتهم الخاصة) و(فراستهم)، وهذه فروقات بشرية (فطرية) بالتأكيد، وهذا لا يعني أنه لا يمكن اكتسابها، بل يمكن امتلاك هذه الأدوات بالتدريب والتأهيل والخبرة التراكمية!.
برأيي أنه يمكن للصحافي العادي الحصول عادة على (ثلث الحقيقة) في المؤتمرات الصحافية، ولكن (ثلثي الحقيقة) عليه اقتناصها إن كان (صحافياً مُحترفاً) من (فم المتحدث) بعيداً عن الميكرفونات والكاميرات، هذه هي (الحِرفية والمهنية الإعلامية) المطلوبة، للأسف معظم المؤسسات الإعلامية السعودية (الرسمية والخاصة) لا تعطي هذه المسألة الأهمية اللازمة، التي تضمن تأهيل صحافيين (محررين ومذيعين ميدانيين) يستطيعون تمييز صحفهم، وقنواتهم الفضائية!.
في كل أسبوع يُتابع (ملايين المشاهدين) ما يحدث على مسرح (البرايم) مباشرة على الهواء، عندما يتنافس المتسابقون العرب على الغناء، فتظهر الصحف في اليوم التالي بعناوين وتفاصيل مشابهة لما شاهده الجمهور عبر (شاشة التلفزيون)؟!.
لا شيء يشد القراء، ما تكتبه وتقدمه الصحف أقرب (لمُلخص) ما عرض البارحة على الفضائيات، (صحافي عربي) واحد فقط، نجح في رصد (كواليس) ما يحدث في (الفواصل الإعلانية) داخل المسرح و لا يُشاهده الناس عادة على الشاشة، وجعل منها (قصص مُثيرة) عندما كتب للجمهور عن تطور علاقة (لجنة الحكم) ببعضهم - على قولة إخواننا اللبنانيين - وما يحدث بينهم من اختلافات ومشاكل، وكذلك قصص المتسابقين وما يتعرضون له من ضغوط في هذا الوقت من (أحداث مثيرة)!.
هذا الأمر جعل (القراء والمُعلنين) يتهافتون على صحيفته، فيما نجوم (البرايم) يحرصون على وجوده بينهم، لمزيد من الإثارة والشهرة، مما يؤكد أن هناك (خيطاً رفيعاً) لا يجيد حياكته، من لا يفقه (قواعد اللعبة) في الفاصل الإعلاني!.
وعلى دروب الخير نلتقي.