سعد الدوسري
نفت هيئة الإعلام المرئي والمسموع، الأسبوع الماضي، ما تم تداوله عن مفاوضات بين جهة رسمية ومستثمر سعودي، بخصوص تدشين أول صالة سينما بالسعودية. وكالعادة، كان بيان النفي يوحي بأن الخبر كان صحيحاً، خاصة أن قناة الإخبارية، كانت قد أعلنت قبل النفي، أنها ستبث تغطية خاصة عن هذا الموضوع، لكنها عادت وحذفت الإعلان من وسائل التواصل الاجتماعي.
الكثيرون يقدّرون موقف المؤسسات الحكومية من موضوع السينما، على أساس أنها ستكون مشابهة للسينما المطروحة في البحرين والإمارات مثلاً. ولكننا لم نسمع من هذه المؤسسات أي تعليق على مطالبات المعنيين بالشأن الثقافي، بإيجاد قاعات سينما، تحت مظلة جهة مختصة، تضع آليات للعرض، وتنظيم للحضور، بما يتلاءم مع الواقع الراهن للجمهور.
إنَّ الخوف من أن السينما ستكون عنصر هدم للقيم والأخلاقيات، هو خوف غير مبرر. فالسينما موجودة بشكل أو بآخر في بيوت الناس أو في الدول القريبة جداً من بيوتهم، وهاهي قيم الناس وأخلاقهم لم تتأثر ولم تنهدم. وللتخفيف من حدة هذا الخوف، من الممكن أن يتم إدخال السينما إلى الحياة العامة في المملكة، بشكل تدريجي في المناسبات والفعاليات الثقافية والفنية، كما هو الحال في المسرحيات التجارية التي تعرضها أمانة منطقة الرياض. ولأن النتائج المتوقعة ستكون إيجابية، كما هو الحال في تجربة المسرح، فمن الممكن أن نطور العروض السينمائية، إلى أن يطمئن المتخوفون، وتزول أسباب مخاوفهم.