سعد الدوسري
استغرب البعض الهبّة التي هبّها المواطنون، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مساء صدور القرار الملكي بتعيين الدكتور أحمد العيسى، وزيراً للتعليم، على الرغم من أنها تشبه كل الهبات التي تلي صدور تعيين وزير جديد، في موقع حساس، مثل التعليم أو الصحة.
ويرى هؤلاء البعض بأن الآراء والتعليقات التي جاء بها تويتر هذه المرة، كانت محمّلة بانفعالات غير مبررة، إما ضد العيسى، وإما لتحفيزه لتقديم إنجازات جديدة، خاصة وأنه ممن انتقد بحدة شديدة، أدلجة التعليم.
هل يجب على مَنْ ضاق ذرعاً بالتعليم، ألا ينفعل؟!..
هل يجب عليه أن ييأس، وأن ينتظر إلى أن يستلم ابنه أو ابنته، وقد تخرجا بذلك المستوى الهزيل، علمياً ومعرفياً وتربوياً؟!..
لقد سبق أن طرحت سؤالاً أظنه يشغل معظم المواطنين:
لمصلحة مَنْ يبقى التعليم ساحة للصراع بين التيارات؟!.. ألم يئن الأوان للجلوس على طاولة واحدة، لفض الاشتباك؟!..
هناك اشتباك، لا شك في ذلك؛ والجميع يعرف أن التعليم يدفع ثمن هذا الاشتباك.. هناك من يريد أن يظل التعليم، على ما هو عليه الآن، على أساس أنه أفضل ما يمكن أن يكون.. وهناك من يريد أن ينقله إلى فضاء متطور، تقنياً ومنهجياً وتربوياً، على أمل أن تكون المخرجاتُ ملائمةً لمتطلبات العصر المتطور الذي نعيش فيه.. وما بين هؤلاء وأولئك، تدخل الأجندات والنزعات الشخصية والمصالح الذاتية.
ولأن أحداً لم يكن واضحاً في مواجهة مثل هذا التأزيم، مثل أحمد العيسى، فإن الكثيرين يأملون فيه خيراً.