ناهد باشطح
فاصلة:
((هناك نساء يعبرن الحياة مثل نسمة الربيع التي تنعش كل شيء في طريقها))
- حكمة عالمية -
منذ أن انتهت انتخابات المجالس البلدية وأنا أترقب التغطية الصحفية المحلية تجاه دخول المرأة الانتخابات وفوزها. من المؤسف أن الصحف الأجنبية اهتمت بالحدث ونشرت تفاصيله حتى وإن افترضنا أن لديهم أجندتهم؟ ونحن ماذا عن أجندتنا الإعلامية تجاه قضايا المرأة وتحسين صورتها في الإعلام المحلي قبل أن نناقش صورتها السلبية في الإعلام الغربي؟ الإشكالية لدينا بالفعل في عدم وجود أي هيئة نسائية أو جمعية تهتم بقضايا المرأة تدرك أهمية وضع إستراتيجية إعلامية لقضايا المرأة وهو ما جعلنا لا نستطيع الانضمام كعضو في منظمة المرأة العربية التي تضم عددًا من الدول العربية والخليجية باستثنائنا!!
في معظم المجتمعات المتحضرة هناك الإعلام المتخصص وهناك برامج تدريبية لتدريب الصحافيين والصحافيات على الكتابة بنفس نسوي وصنع الأخبار التي تدعم تمكين المرأة، أما نحن فليس لدينا بعد ميثاق للصحافة!!
التغطية الصحافية لفوز الناخبات لا تحتمل التحيز ضد المرأة كما يروج لهذه الفكرة البعض الذين يفهمون أن المساواة تقتضي معاملة الرجل كما المرأة التي ترزح منذ الأزل تحت وطأة الأعراف بينما هو معفي من هذه السلطة.
التغطية الصحافية لفوز المرأة السعودية كان يمكن أن تحسّن من صورة المرأة السعودية النمطية بل ومن صورة مجتمعنا النمطية إِذ إن هناك عددًا من الفائزات حظين بدعم الرجل وهن يعشن في قرى المفترض فيها أحادية الثقافة وليس تعددها.
كما أن فوز السيدات كان مناسبة مهمة للحديث عن «مبادرة بلدي» التي قامت على يدي ثلاث نساء هن (د. هتون الفاسي، نسيمة السادة، فوزية الهاني). وترأسها العزيز المتوثبة للعمل المجتمعي النسوي د. هتون الفاسي.
المبادرة التي تأسست عام 2011 كمبادرة ومضت في التوسع لتحقيق أهدافها المبنية على ضرورة إشراك المرأة في الشأن العام، وصارت تشمل (الرياض، جدة، الشرقية، مكة، المدينة، الأحساء، القصيم، جازان، نجران، الباحة، أبها، تبوك، القريات، سكاكا، ينبع، حائل) في كل هذه المدن والمحافظات يوجد نساء مميزات يعملن لأجل تمكين المرأة السعودية في المجتمع.
هذه المبادرة حصلت مؤخرًا على جائزة الاتحاد الأوروبي « شايو» المخصصة لدعم حقوق الإنسان في الخليج العربي.
ما الذي يعنيه ألا توجد لدينا هيئات نسائية خاصة بقضايا المرأة ثم تحصل المبادرة الأهلية «بلدي» على هذه الجائزة؟ أرجو ألا يتعلل البعض بالأجندة الخارجية لأننا نمتلك كمجتمع من الوعي ومن ثبات قيمنا المجتمعية ما يجعلنا أكثر ثقة بثقافة مجتمعنا الخالية من الأعراف التقليدية المرتكزة على نظرة الإسلام للمرأة ككيان إنساني غير منتقص الحقوق ولا عزاء لإعلامنا المحلي الغائب عن الحدث.