ناهد باشطح
فاصلة:
((لا يمكن للبطل أن يكون بطلاً إلا في عالم بطولي))
- حكمة عالمية -
لولا أني متأكدة أن الكاتبة امرأة لقلت هذا مقال رجل شرقي
لم يستطع الانفكاك من ذكوريته..
«وعد حريم» مقال يبرز إشكالية العقل النسوي العربي المشوه عبر أزمان طويلة.
هذا العقل المشوه دوره سلبي في تشكيل الرأي العام بالرغم من أن الصحيح أنه جزء من دور النخبة المثقفة التنويرية في أي مجتمع.
نعم النخبة الذين لديهم إمكانات مميزة ومؤثرة في مجالات عدة، وهنا أتحدث عن النخبة الاجتماعية المثقفة التي يستقطبها الإعلام لتسهم في تنوير المجتمع.
في القواميس الفرنسية النخبة تضم أشخاصًا وجماعات تشارك في صياغة تاريخ جماعة ما بواسطة قوتهم أو تأثيرهم.
هذا التعريف يذكرني بتأثير النخب في قضايا المرأة وهو ما جعل النسويات في الغرب يتحدن مع الإعلام لإعلاء قضايا المرأة وتحررها من ظلم المجتمع الأبوي في ذلك الزمن.
لكن الأمر يختلف لدينا فبعض كتاب الصحف الذي يفترض أنهم من النخبة الاجتماعية المثقفة يمارسون أدوارًا مختلفة وليست بالضرورة تنويرية.
المقال السابق الذكر هو نموذج واضح فإن تسخر كاتبته - إن صح التعبير- في أول مقال لها من برامج انتخابية لنساء لطالما سعين بجهد دون كلل حتى يسمح للمرأة بحق الترشح والتصويت فهذا يعني خلل في وعي الكاتبة تجاه قضايا المرأة حيث وفق نظريات الأطر الإعلامية ركزت على جانب واحد من الحدث وفقًا لقناعاتها.
في مسألة حقوق المرأة في المجتمعات بشكل عام يحتاج المهتمون بالحركة النسوية إلى الإعلام لمساندتهم في توعية المجتمع مثلما حدث في الغرب في الفترة مابين 1960- 1970.
لكننا وللأسف بعد عقود طويلة نعيد نفس التاريخ حيث إلى الآن لم يستطع إعلامنا دعم قضايا المرأة وفق إستراتيجية محددة.
بحيث يأتي مقال قبل موعد انتخابات المجالس البلدية بأيام وبعد طريق طويل حفرته النساء باتجاه انتزاع حق التصويت والترشيح ليركز على بعض البرامج الانتخابية النسائية دون أي قراءة لانتخابات الرجال مثلاً إن أسلمنا بأن المقال لصالح العملية الانتخابية.
إشكالية كبرى أن تكتب عن قضايا المرأة من ضيعت هويتها الأنثوية وتلبست العقل النسوي المشوه من قبل المجتمع الذكوري.
هذا يعني أن تلك الهوية ما زالت مستعبدة لدى السلطة الذكورية ولم تتحرر منها بعد فهي جنبًا إلى جنب تسير مع الهوية الذكورية دون وعي منها بأنها تنزلق إلى هاوية الضياع الفكري المستعبد.
ولذلك أنصح الكاتبة بالقراءة في مجال الطاقة الأنثوية التي هي أصل الكون وتشويه العقل النسوي لتستطيع أن تشكل لها طريقًا في عالم الكتابة لا تدشنه بمقال ذكوري!!