ناهد باشطح
فاصلة:
«طالما استمر التكوين المتصارع للمجموع، وطالما أن الأفراد ليسوا عبيدا للمجتمع، بل عناصر فعالة ترغب اليوم في القضاء على ما يحط من كرامتها عن طريق فكرة «الدور»، فإن التاريخ لا يهدأ أبداً».
- تيودور أدورنو-
لا اعلم ان كان للنخب دور فاعل في تشكيل الرأي العام الآن في عصر التقنية ووسائل التواصل الاجتماعي ام ان المواطن بصحافته غير المقننّة أصبح الأقوى تأثيراً في تشكيل الرأي العام؟!!
النخب الاجتماعية التي تمتلك عمودا صحفيا أو مساحة عبر المقالات التحليلية هل تؤثر بالشكل الذي يؤثر به شخص عادي قال رأيه السلبي ووضع تسجيلا صوتيا او بصريا لحادثة ما في سياق عاطفي في «تويتر» مثلاً؟.
الجانب الإيجابي فيما يحدث رغم انه تطور خطير يهدد مصداقية مراكز الاستطلاعات، ان ذلك ربما صار محفزاً للصحف التقليدية ان تنتهج الشفافية وتطوير ادواتها التقليدية والتعامل مع التقنية وليس تهميش دورها.
ما يحدث في وسائل التواصل الاجتماعي في مواقع عدة وبرامج عدة يحتاج إلى تحليل لاستخراج قدرة هذه الأدوات على تشكيل الرأي العام بشكل أسرع وأقوى من الصحافة التقليدية.
وإذا كان المثقف سينأى بقلمه عن هذه الثقافة التقنية الجديدة وصوت المواطن الذي ربما كان مجهولا مهمشا لكنه استطاع ان يؤثر في الرأي العام ، فعليه ان يعيد ترتيب حساباته تجاه دوره الذي اختلف متأثراً بصحافة المواطن.
هذه الصحافة التي أعطت الحق الذي احتكرته المؤسسات الصحافية الى مواطن بسيط.
خطورة هذا الحق انه فتح مجالا لنشر الشائعات وتعرض البعض لضحايا هذه الاخبار التي تنشر دون تأكد من صدقها.
ويظل السؤال ما موقف النخب الاجتماعية او المثقفين من صحافة المواطن؟
هل يرفضونها؟ هل يؤمنون بها؟
الصحافة التقليدية اعترفت بها وأصبحت تتخذها مصدرا لاخبارها رغم خطوة ذلك اذ لا زالت البحوث العلمية تدرس كيفية وضع معايير للتأكد من مصداقيتها؟
الأسئلة كثيرة والمعلومات متدفقة بشكل سريع فما سيفعل المثقفون وكتاب الرأي في الصحافة التقليدية تجاه الغد؟