ناهد باشطح
فاصلة:
( في البحر الهادئ يصبح الجميع ملاحين)
-حكمة لاتينية-
من أهم ما يربط المتلقي بالرسالة الإعلامية أن تمس الموضوعات التي تهمه أياً كان نوعها، والرسالة التي يبثها الإعلام المرئي تتضافر قوتها بوجود الصورة حيث تحمل الكاميرا رسائل ضمنية أخرى للمتلقى من خلال أفراد البرنامج كالمذيع وضيوفه إذا كان برنامجاً حوارياً.
وهذا يجعل اللقاء التلفزيوني أصعب من اللقاء الإذاعي أو الصحفي.
أعجبني كثيراً التقرير الذي بثته قناة الإخبارية ضمن حلقة «ستوديو الإخبارية» يوم الثلاثاء 1-12-2015 عن المرابطين من جنودنا في الجنوب حيث ألقى الضوء على أحوالهم في إيقاع عاطفي متوازن، وتمنيت لو أنهم استطاعوا تغطية حملة «بل أحياء» التي نظمها طلال وطالبات جامعة الملك فيصل.
الحلقة متنوعة و«ياسر الزهراني» مذيع البرنامج استطاع أن يجمع بين تمكن المذيع من لغة سليمة وفي نفس الوقت البقاء على عفويته أمام الكاميرا، وهذه مهارة لا يمتلكها كل مذيع تلفزيوني.
البرنامج ربما يشبه كثيراً من البرامج المتواجدة في القنوات الفضائية المتعددة حيث يتعرض لقضايا متنوعة مطروحة في المجتمع، لكن يندر أن يكون هناك انسجامٌ بين المذيع ومحتوى البرنامج كإعداد، ذلك أننا بشكل عام نفتقد إلى الكوادر المهنية التي يمكن أن تعد برنامجاً يستطيع المذيع تقديمه بشكل احترافي.
في رأيي أن نجاح أي برنامج تلفزيوني يعتمد على توحيد القيم بين المعدّين والمذيع وإلا فلت زمام الشمولية والتكامل أمام المتلقي.
في هذه الحلقة أعجبني كيف استطاع المذيع إدارة الحوار بمهنية عالية عندما شده أحد الضيوف في فقرة مسؤولية عمل سوق الذهب إلى جدل ربما لا يملك البعض من المذيعين تجاوز انفعالاته وقتها لكني شاهدت إدارة متمكنة من الحوار بين ضيفين مختلفي وجهات النظر أحدهما ينتهج مبدأ الصراخ أداة في الحوار.
من المهم أن لا تتوارى شخصية المذيع أمام الضيوف بل وأمام الموضوع أو القضية أحياناً حينما لا يسانده الإعداد.
في الفقرة الثالثة كانت عرضاً لرواية «مها باعشن» «أيامنا الحلوة» عن تاريخ وثقافة الحجاز وهي فقرة ثقافية مهمة حيث اللقاء مع المؤلفة طرح فكرة الرواية بشكل جميل فالروايات تربط الأجيال بتاريخهم بعيداً عن سردية الكتب التاريخية.
أحيي رئيسة التحرير في البرنامج الزميلة «ابتسام القحطاني» على الإعداد المتميز
أما الزميل ياسر الزهراني فلديه مستقبل واعد آمل أن يحتفظ فيه بلياقته المهنية في أسلوب تطويري مستمر، ذلك أن المذيع التلفزيوني في البرامج الحوارية لديه مسؤولية أن يكون صوت المتلقي وليس صوته وهي مهارة فائقة.