سعد الدوسري
من أكثر التجارب تميزاً في المؤسسة العامة لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، عبر القيادات المتلاحقة التي أدارته، منذ 1985م وحتى اليوم، برنامج توطين الوظائف. هذا البرنامج، وإن كان اعترته في الماضي ولا تزال تعتريه مجموعة من السلبيات، إلاَّ إنه أفرز نتائج لافتة، في مجال إقبال الشباب والشابات للعمل في وظائف خدمات المرضى، مثل نقل الملفات ونقل الطعام ونظافة الأقسام، لما للعمل في هذه المجالات من محفزات، أهمها فرص الالتحاق بدورات متقدمة، محلياً وخارجياً، من شأنها تأهيلهم للعمل في إدارات أخرى، مثل مختبرات الدم والأشعة والتمريض.
مثل هذا البرنامج الوطني الذي لا يدّعي أحد أنه كان وراء نجاحه، لأن الجميع أسهموا فيه، هو ما يجب أن تتبناه وزارة الصحة في كافة مستشفياتها ومراكزها، بهدف القضاء على الواقع الذي نشهده اليوم، والذي تسيطر فيه العمالة الرخيصة أو الأجانب غير المؤهلين على المرافق الخدمية الحيوية، بشكل مخالف للأنظمة وللمعايير الصحية، مما يتسبب في حدوث أخطاء جسيمة تحرج الوزارة عندما يتم تداولها إعلامياً، لأنها أخطاء «تفشّل»!
إن من يعمل اليوم على نقل عينات الدم والملفات، بمستشفى الملك فهد بالمدينة (حسب الأخبار الصحفية)، هم من الممرضين والممرضات المتطوعين من تلقاء أنفسهم، فيما تعجز الأقسام عن توفير من يهتم بنقل المستلزمات الطبية إليها، وذلك لعدم وجود الموظفين الخاصين بهذه المهمة، ما يسبب إهمالاً وتقصيراً في الخدمات الطبية. وهذا الحال ليس حال مستشفى واحد، بل حال معظم مستشفياتك يا وزير.