سعد الدوسري
يسقط شبابنا وشاباتنا، الباحثين عن العمل، في شراك مَنْ يوهمهم بأنه المنقذ لهم من بؤسهم وضياعهم وعوزهم، وذلك لأن البدائل أمامهم معدومة، تماماً كالمريض الذي يلجأ لمعالجي الوهم من الرقاة والعطارين، لأنه لم يستطع أن يجد موعداً في عيادة طبيب كفؤ. ولو حاولنا أن نحذر الشباب من هذه الجهات المحتالة، فسوف يواجهننا بسؤال:
-كيف أعرف بأنهم محتالون، وهم يعملون بشكل رسمي، داخل بلدي؟!
إنَّ الجهود التي تبذلها وزارة العمل، في اقتراح برامج توطين الوظائف لن تصل لنهايتها السعيدة، طالما أن صاحب الشأن لا يتعاون، بل لا يستجيب. وإنْ لم تكن هناك عقوبات منظورة على كل من يماطل أو يستهتر أو يتلاعب بقضية توظيف الشباب والشابات، فإننا سنظل نحرق نفس الدولاب كل يوم، وسوف نهدر المال والوقت على لا شيء.
لقد قرأنا بأن وزارة العمل تعكف حالياً على إعداد قوائم سوداء بالجهات المحتالة على التوظيف، وإلزام معارض طرح الوظائف بالحد الأدنى من الرواتب الذي لا يقل عن 3500 ريال. وأن الوزارة ستلزم صندوق تنمية الموارد البشرية «هدف»، بعدم وضع شعاره على أي معارض توظيف، قبل التأكد من عروض الوظائف والاحتياجات الحقيقية للشركات المشاركة، وأن بعض الشركات المنظمة للمعارض تهدف إلى الاحتيال من حيث عروض الوظائف المتاحة والمبالغ فيها، والتي لا تتواءم في الواقع العملي مع متطلبات الشركات.
بصراحة، هذا الأمر لن يحل مأساة البطالة. لن يحلها سوى فتح وظائف جديدة في الدولة، وإلزام القطاع الخاص بإيقاف توظيف الأجانب.