فهد الصالح
لأن القيادات الشبابية في وزارة التربية والتعليم والرئاسة العامة لرعاية الشباب لا يؤمنون بالتكامل فيما بينهم نجد أن مخرجات التعليم من الرياضة المدرسية تكاد لا تذكر، خاصة وأن حصة الرياضة لجميع المراحل الدراسية أصبحت للتسلية وربما لقضاء وقت الفراغ، ولم تصنع لنا الرياضة المدرسية ما يمكن أن يضاف للمشهد الرياضي العام، وإن كنا قد استبشرنا بلقاء عقد قبل أشهر بين وزير التعليم والرئيس العام لرعاية الشباب ولكن لم نلمس ما انبثق عن ذلك اللقاء الذي استبشرنا كثيراً به وبتلك التوأمة الشبابية، لأن الرياضة المدرسية فيما لو تم الاستفادة منها ستخلق لنا جيلا تربوياً رياضياً يرتقي بالألعاب الرياضية المختلفة بدلاً من الاعتماد على اكتشاف المواهب في الحواري وفي الغالب في بيئات ومستويات تعليمية اقل من الطموح ولا نضمن معها الاستمرار ولا نصنع بها ثقافة رياضية ننتقل بها للعالمية لأن اهدافها قصيرة بحكم الافق الضيق بالإضافة إلى ان التفكير في الرياضة ومستقبلها ينحصر في المادة وإبعاد شبح الفقر عنهم.
وهذا الحال لا ينطبق مؤخراً على وضع الجامعات التي أنشئ لها اتحاد رياضي نتطلع ان تكون نتائجه وفق ما خطط له، ولعلنا به نحقق على مستوى الجامعات الخليجية والعربية والعالمية ما عجزت عنه اتحاداتنا في كثير من الالعاب لأن المحصلة النهائية هي لرفعة الوطن خاصة وأن الجامعات قد هُيئت بمدن رياضية متكاملة تضاهي افضل المدن الرياضية التي تشرف عليها رعاية الشباب، وهذا يؤكد الرغبة الصادقة في استثمارها لتحقيق المزيد من العطاءات المحلية والدولية وقد نخلق من خلالها كوادر رياضية متعلمة ومثقفة تساهم مع المنتخبات في تحقيق التنافس الرياضي وتصحيح مسارنا الرياضي التي أصيب بتبلد الحس في العقدين الماضيين وأصبحنا في ذيل القائمة والترتيب العالمي إلا في بعض الالعاب.
وعوداً إلى ما يخص الرياضة المدرسية في مراحلها الثلاث وحيث اعتراف رئيس قسم التربية البدنية بوزارة التعليم بعجزٍ يقارب أربعة آلاف معلم تربية بدنية على مستوى الإدارات التعليمية ، مؤكداً أن ذلك يتطلب التعاون مع الجامعات لتغطية هذا العجز خلال السنوات الخمس المقبلة. وقال رداً على سؤال على هامش فعاليات ملتقى تطوير التربية البدنية وملتقى التربية الأسرية الذي انطلقت ورش عمله مؤخراً إن العجز في تخصص التربية البدنية جاء بعد دمج كليات التربية مع الجامعات وإقفال العديد من الأقسام وأشار إلى أن مادة البدنية أصبحت مادة نجاح ورسوب بعد أن كانت مادة ترويحية في نظام المقررات الجديد والنظام الفصلي، وزاد الاهتمام بها كمادة رئيسة وقال: إن الملتقى سيركز على التحديات والتجارب الناجحة للرياضة المدرسية مع العمل على تطوير المادة واستراتيجياتها. وشدد على الاهتمام بفئة الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة ودمجهم في الأنشطة الرياضية لكونهم مدمجين في حصة التربية البدنية لدى مدارس التعليم العام، منوهاً بالدعم الذي تجده هذه الفئة من الطلاب، وأن ذلك يفتح المجال لهم في أخذ حقهم رياضياً، وتأهيل المعلمين للتعامل معهم يُسهم في إخراج نتائج إيجابية، في ظل ما حققته هذه الفئة من إنجازات رياضية عالمية تدفعنا بحق لدعمهم.
إن هذا العجز وبهذا الرقم الكبير جداً في عدد مدرسي التربية البدنية ليعطي دلالة واضحة على عدم الاهتمام بالنشاط الرياضي المدرسي ولو علم المئات من الشباب عن هذا النقص لبادروا الى دخول كليات التربية البدنية كي يضمنوا وجود الوظيفة بعد التخرج وفي مناطق قريبة بدلاً من التنقل بين مناطق المملكة بحثاً عن وظيفة تعليمية شاغرة، ولن تغطي الجامعات المذكورة هذا العجز في الفترة المنوه عنها خاصة مع التوسع الدائم في افتتاح المدارس للمراحل الثلاث الا ان كان ثمة حراك عاجل تقوده الوزارة وتقنع به خريجي الثانوية العامة وتضمن لهم الوظيفة فور التخرج وليكن برنامجاً وطنياً تحدد مدته بمخرجاته حتى يسد هذا العجز ويؤخذ في الاعتبار التوسع حسب خطط الوزارة الواضحة في هذا الشأن.
ختاماً.. رعت إحدى الشركات الدوري المدرسي او النشاط الرياضي المدرسي وعلى مستوى المملكة وبمبالغ ضخمة ولعدد من السنوات ولم نر نتائج لذلك العمل أو تأثيرا على رياضتنا سواء المدرسية أو حتى عبر الأندية الرياضية وقد يكون هدفها هو الانتشار في ظل منافسة محمومة في ذلك الحين على من يأخذ عددا أكبر من العملاء وهو حق مشروع لكن بكل تأكيد أننا لم ندر العقد بشكل يجعلنا نستفيد منه وانتهى دون أي تأثير ايجابي له، ولم يجدد العقد ولم يطرح مرة اخرى للمنافسة عليه وكأنها تجربة لم تحقق النجاح المأمول ليس لفشلها وعدم جديتها ولكن لفشلنا في إدارتها وعدم الاستعانة بالمختصين في ذلك لأن الوزارة وإدارات التعليم لم تكن متهيئة لإدارة عقود تجارية واستثمارية لأنشطة شبابية ورياضية.