السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشير إلى ما نشر في جريدة الجزيرة الغراء يوم الاثنين الثامن عشر من شهر صفر لهذا العام (1436هـ) بعنوان: (د. الشعلان خصوصية المرأة في المجتمع السعودي سبب للجوء إلى التنظيمات الإرهابية)؛ حيث ورد على هامش ندوة حقوق الطفل الأولى التي أقيمت في جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن بعنوان: (تعزيز دور الأسرة في حماية الأبناء من العنف والإرهاب) تحدثت فيها عضو مجلس الشورى أستاذ علم النفس بالجامعة الدكتورة لطيفة الشعلان إلى التنظيمات الإرهابية إلى أن هناك العديد من الأسباب تجعل التنظيمات الإرهابية تلجأ وتستغل النساء بشكل غير مباشر، ومنها خصوصية المرأة في المجتمع التي تؤدي إلى الحساسية في التعامل معها مما يسهل لها خصوصية التخفي والحركة ويمكنها أن تساهم في الدعم اللوجستي إضافة إلى إيواء الإرهابيين وإخفاء الأسلحة وجمع التبرعات ومرافقة الإرهابيين في تنقلاتهم والتستر والإقامة معهم بشكل غير شرعي... الخ
أقول على ما ذكر في هذه الجريدة وعلى لسان (الدكتورة لطيفة الشعلان) أنه ليس صحيحاً أن خصوصية المرأة في المجتمع السعودي تدفعها إلى اللجوء إلى التنظيمات الإرهابية هذا الكلام في قوة وتجني على هذه الخصوصية للمرأة والمجتمع لأنها تعيش في مجتمع مسلم متكاتف ومتعاضد ضد الشر بين جميع أفراده وخاصة رب الأسرة الأب والأم (كذلك جعلناكم أمة واحدة تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر) فالإسلام ينبذ العنف والغلو والتطرف والإرهاب وخصوصية المجتمع لا تدعو لهذا، بل بالعكس تحاربه وتردم هذه الهوية؛ لذا نجد المجتمع وخصوصيته من رجال ونساء وشيوخ وشباب يقفون ويقومون وقفة رجل واحد لكل متطرف وإرهاب يريد تعكير صفو أمن هذا المجتمع المعطاء ويسيرون جنباً إلى جنب إلى قائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز متعه الله بالصحة والعافية، ومع رجل الأمن الأول صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية.
أما ما ذكر في هذه الندوة، وكما ذكرت الدكتورة (الشعلان) إن الدراسة طبقت على (17) امرأة وأن التنشئة والطلاق وعدم الاستقرار من أسباب التورط في الإرهاب فهذه العينة لا تمثل المرأة في المجتمع لأنها لا تشكل شيئاً بالنسبة لعدد الإناث في التركيبة السكانية للمملكة، والتي تصل إلى عشرة ملايين امرأة ولا تجعل خصوصية المرأة في المجتمع السعودي تدفعها إلى التطرف والإرهاب؛ فهناك العدد الكبير من تركيبة السكان بالنسبة للمرأة قدمنا تضحيات من أجل هذا المجتمع وخرجوا أجيالا يشار إليهم بالبنان ذكوراً وإناثا رغم أن الغالبية منهن لم يدرسن ويتعلمن في المدارس الأكاديمية، ولكن لديهم من الفكر والتعقل وبعد النظر جعلهن يقمن بأحسن تربية وتنشئة إسلامية صحيحة فأصبح هناك الأطباء من ذكور وإناث، والمعلمون والمعلمات والمهندسون والمهندسات وأساتذة الجامعات أيضاً ذكورا وإناثا والأدباء والأدبيات.. إلخ.
وأخيراً قول الشاذ عن القاعدة لا حكم لـه والله المستعان وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
(مندل عبدالله القباع) - خبير اجتماعي