مع كل صباح باكر أتصفح صحيفة الجزيرة التي دائماً تضعنا في قلب الحديث فأجدها تقوم بنشر الأخبار عن التعليم ولا غرابه فالجميع يعلم أن العلم هو أساس بناء كل الحضارات والأمم والشعوب وديننا الإسلامي يحث على التعليم وهذه الأيام لا يوجد سيره تسطير على المجالس العامة وحديث الرأي سواء توديع الوزير المحبوب لدى منسوبي التعليم عزام الدخيل واستقبال ممزوج بدافعية المشاعر ولكن يوقفهم قلق المحاولة مع الرجل التعليمي والذي نهل العلم من منابعه الأصيلة الدكتور احمد العيسى الذي يملك سيره ثرية مع التعليم كيف لا وهو صاحب كتاب (إصلاح التعليم في السعودية) وإنني أجدها فرصه ان أقوم بتوديع المحبوب عزام الدخيل وأقول له بالفعل لقد أتعبت من بعدك حتى وإن كان بقامتك الدكتور العيسى، كما يسرني أن أبعث لمعالي الدكتور العيسى التهاني والتبريكات مع الدعوات له بالتوفيق والنجاح وهو أهل لذلك ولكني أحببت أن أضع هذه النقاط على طاولة معاليه وليعلم الجميع أني لا أعمل في التعليم لا من قريب ولا من بعيد؛ ولكن أحببت أن أكتب عن الناس الذين يعملون في أرقى وأعظم رسالة وهي تعليم الجيل الجديد ليبنوا مجتمع المستقبل القائم على ثقافة العلم والتعليم ولتبقى راية لا إله إلا الله محمد رسول الله دائما في العالي.. لذلك وجب علي أن أكتب هذا المقال عبر محبوبتي عزيزتي الجزيرة بحكم وجودي بالمجال الإعلامي من فترة طويلة ناقلاً لمعاليه هموم من هم يحملون الرسالة السامية رسالة التعليم وواضع عدة ملفات على طاولة معاليه حيث لا يخفى على الجميع ما يعانيه كل من المعلم والمعلمة من متاعب ومصاعب، فالمعلم أولا يقوم بتربية النشء وبعد ذلك يقوم بتعليم الطلاب من معارف العلم ولا أحد ينكر دور المعلم إلا جاحد أو جاهل فلن نجد طبيبًا مثلا أو صحفيًا يشار له بالبنان أو غيرهما من لهم وجود في نهضة الأمة إلا وأخذ نصيبه من العلم من هؤلاء الأفاضل وتتلمذ على أيديهم ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله (فالعلم يرفع بيوتا لا عماد لها والجهل يهدم بيوت العز والشرف) ومهما كتبنا عنهم فلن نوفيهم حقهم في المهمة التي يقومون بها، ففي البداية يجب أن يعي معاليه أن هناك خللاً واضحاً في تعليمنا فمن غير المعقول أن نجد أن هذا التعليم وفي السنوات العشر الأخيرة بتعاقب عليه خمسة وزراء وكل واحد منهم عمل واجتهد لكي يضع بصمة ومع ذلك لم يبق طويلاً إذن يجب ان نعترف ان هناك خلل واضح في تعليمنا فلتعليم لدينا يا معالي الوزير أصبح على المقولة الشهيرة ودع واستقبل ومازلنا بانتظار شخصية تنقل تعليمنا إلى مستوى الرضي إلى درجة عالية وهي الفرصه بين يديك وهذا هو العشم فيك... يا معالي الوزير لقد ضاعت هيبة المعلم والمعلمة فهل من عودة على يديك؟ كما أن هناك مشكلة الاغتراب وهي مشكلة مخيفة جدا حتى الألم مشكلة الاغتراب كارثة بل جحيم بحاجة لتدخل من وزارة التعليم ووضع حلول لتلك المصيبة التي لا يعلم بها إلا من جربها أو من عاش دورها من خلال ما ينقل له ممن عاشوا تلك الغربة، فالبعد عن الأطفال أولاً والأهل والأقارب ليس بالشيء السهل، والمعلم في السنوات الماضية كان لديه من المميزات الشيء الكثير ولكن في السنوات الأخيرة أخذت تتقلص هذه الميزات رويدا رويدا فمثلا في السابق كان المعلم لديه إجازة اضطرارية مدتها عشرة أيام وكانت للظروف الطارئة وكان هذا يشمل المعلمات أيضا فتم تقليص الإجازة إلى خمسة أيام أسوة بالموظفين علمًا أن الموظف تم إضافتها إلى إجازته الاعتيادية الرسمية أما المعلمون والمعلمات فقد تم حذفها وتصبح خمسة أيام فقط، فما بالكم بالمعلمات الآتي يعانين في سبيل التعليم الشيء الكثير من تربية أطفالهن وبعدهن عن مدرستهن ومنزلهن وظروفهن الأسرية، وهنا أقترح أن تعاد تلك الإجازة الاضطرارية ولكن تتم تجزئتها بين النصفين (خمسة أيام في النصف الأول والخمسة الأخرى في النصف الثاني) كما أنني أقترح عبر الجريدة الغراء أيضا أن يحصل كل معلم ومعلمة في التعليم العام على سكن خاص يليق به قريب من مدرسته، وهذا يعتبر من الرضا الوظيفي وهو مما يحفز المعلم لتقديم الأفضل فيما يستطيع من مهارات وقدرات وإمكانيات في ذهن صافٍ بعد وجود الاستقرار في السكن وأعتقد أنه سوف يكون بذلك نقلة في التعليم وإنني أعلم أن ذلك مكلف ماديًا ولكن لنفكر قليلا في كلفة الجهل الذي لا دواء له.
كما لا يخفى على معاليكم الدور الإعلامي فهو نجاح أساسي لكل عمل في أي وزارة لذلك يجب فتح افاقاً تعليمية مع الإعلام وفتح أواصر المحبة والإخاء عبر جميع المجالات الإعلامية سواء الإعلام المريء أو المقروء أو الإلكتروني وأيضاً ما يسمى بالإعلام الحديث وقد كسبت وزارة التعليم الاستاذ مبارك العصيمي الناطق الإعلامي للوزارة هذا الرجل الذي جمع مابين التعليم والإعلام من خلال خبرته العريضة والتي كسبها من خلال عمله واجتهاده خلال السنوات اماضية ونبل اخلاقه فهو استطاع ان يكسب احترام جميع الإعلاميين بتعاونه وشفافيته المعهوده عنه بل إن وزارة التعليم محظوظة بوجود مثل هذا الرجل كما يجب يا معالي الوزير تفعيل دور تنمية وغرس أبناء الطلاب على حب الوطن ونبذ الإرهاب وذلك من خلال الرقي في الإعلام التربوي وتقديم يد العون له والسعي لإنجاحه كما يجب أن نشاهد تعليق الدراسة متواجداً مع نزول الأمطار والاغبرة والتي تشهدها الأجواء السعودية ما بين فترة وأخرى فالأجواء والبيئة التربوية في مدارسنا لا تساعد على استمرار الدراسة فكثيراً من المباني متهالكة ومازالت مستأجرة وصحة أبنائنا فلذات أكبادنا غاليه على الجميع.
وفي الختام أقول يا معالي الوزير: دأب ولاة الأمر وفقهم الله في بلادنا الغالية على تطبيق سياسة الباب المفتوح منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود رحمه الله، واستمر أبناؤه من بعده على هذا النهج المبارك فالملاحظ أن مجلس الملك ومجلس ولي العهد مفتوحان لكل مواطن ولكل من له شكوى، فالمنطق الذي يفرض نفسه يقول من حق كل مواطن مخاطبة الوزراء ومديري العموم لذلك يجب أن نرى ذلك مشاهداً في وزارتك المؤقرة مشدداً على مدراء العموم بذلك وعلى الرغم أني أعلم مدى كثرة انشغالك وعملك المجهد إلا أنني أعلم أن هذا المقال سوف يجد قلباً مفتوحا من قبل معاليكم قبل المكاتب والروتين الممل والاهتمام والسعي للعمل به وعلى المحبة نلتقي.
- محمد عبدالرحمن القبع الحربي