حين اقتضت الحاجة تدخل القوات السعودية في الأزمة اليمنية وبدعوة صريحة من الرئيس الشرعي كان الأشقاء في المملكة يدركون جيداً أن من سيبعثونه من جنودهم في المعركة سوف ينتصر أو يموت جنباً إلى جنب مع كل البواسل من الأشقاء الخليجيين والعرب وقبلهم اليمنيين الشرفاء من المدنيين والعسكريين .
كان نبأ استشهاد قائد القوات السعودية العميد عبدالله السهيان أمر مفزع وفاجعة على الجميع؛ يمنيين وسعوديين على السواء، لكنه قضاء الله حين اختار البطل شهيداً بعدما روت دمائه الطاهرة هو وكل الشهداء الأرض اليمنية، في سبيل تخليصها من الفئة الباغية التي لها أجندة خارجية تريد إسقاط المنطقة بأسرها.
إن استشهاد البطل السهيان أمر يبعث على المفخرة لكل سعودي ولكل يمني ولكل خليجي أو عربي؛ ذلك أن دمنا العربي والخليجي أصبح واحد وسيكون مستقبلاً كما كان في الماضي دم واحد، يروي الأرض الواحدة، ويتصدى حينما يكون جارياً في عروق السواعد الشديدة، لكل المؤامرات والدسائس من قبل أعداء المنطقة وأعداء الحياة.
السهيان اسم لن ينساه اليمنيون مستقبلاً، ستتذكر الأجيال أن هذا الاسم هو لأحد الجنود البواسل الذي جاء ينتصر لمظلومية أخوته اليمنيين عندما حاولت فئة باغية منهم أن تستعين بالفرس لتجهد على أحلامهم وطموحاتهم في الحياة.
النشطاء اليمنيون والمثقفون والسلطات، جميعهم نعوا استشهاد العميد السهيان ومع الشهيد الكتبي وقبل ذلك كل الشهداء من الجنود والضباط الخليجين والعرب والجانب، اليمنيون يعرفون جيداً من يقف في صفهم، اليمنيون يحفظون العهد، ويعرفون متى يردونه لأهله بكل وفاء ونبل وشجاعة، ولذلك كانت مواقف أشقائهم الخليجيين معهم، فليس كما يتردد بأن المملكة إنما تقاتل في اليمن لمصالحها الخاصة المناهضة للمطامع الإيرانية في المنطقة.
الرئاسة اليمنية في بيان نعيها للفقيد السهيان وزميله الكتبي ثمنت ما أسمتها بـ«الأدوار البطولية للشهيدين التي سطراها في مواقع الشرف جنبا إلى جنب مع بقية ضباط وجنود قوات التحالف العربي والجيش الوطني والمقاومة الشعبية في تصديهم للمليشيا الانقلابية التي أدخلت البلد في آتون حرب قتلت وشردت آلاف اليمنيين لخدمة مشاريع خارجية».
ووعدت كما كل اليمنيين الشرفاء اليوم: «لن ننسى مثل هذه التضحيات الجسمية التي يقدمها الاشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي نصرة للشعب اليمني وسلطته الشرعية».
- صدام أبو عاصم
s.asim84@gmail.com