لا أحد ينكر أن الأغنية العربية عموماً، والسعودية على وجه الخصوص تعيش اليوم على سرير المرض بعد دخولها مرحلة الركود، لكنها حتى اللحظة لم تصل إلى حد المرحلة الـ (حرجة)، لكن هذا لا يعني أنها ستكمل غفوتها، بل ستنهض يوماً، مثلما فعلت سابقاً.
هذا الركود الملحوظ أفلت العنان للون (كاذب) يسمونه (الشيلات)، وهو تحايل «غبي» على الأغنية بحيث يتم
تركيب كلمات على ألحان في غالبها (مسروقة)، وتنفيذها بطريقة بدائية تؤذي الأذن (عادة).
المشكلة ليست في صعود الشيلات بهذه الطريقة الانفجارية، بل في استحواذها على اهتمام شريحة لا بأس بها من بعض الجماهير، وخصوصاً من يعشقون السفر بالسيارات ورحلات الصحراء ولا يملكون ذائقة فنية.
الانحدار الفني الذي بدأ منذ عدة سنوات، نتيجة الأوضاع السياسية في المنطقة انعكس على الأغنية السعودية المرتبطة بالجمهور العربي، وبخاصة فيما يخص الفنانين الكبار الذين لديهم قواعد جماهيرية كبيرة في العواصم العربية أمثال فنان العرب الأستاذ محمد عبده وعبد المجيد عبد الله وراشد الماجد ورابح صقر وعبادي الجوهر.
والفنانون أعلاه هم الأسهم (الخضراء) في سوق الأغنية العربية و(هدوؤهم) الملحوظ جعل من الشيلات بطلاً من ورق، يتم الترويج لها بطريقة (عشوائية) يتداولها الجمهور عبر وسائل التواصل الاجتماعي وتركيب لقطات مصوّرة عليها.
(الشيلات) ليست فرعاً من الأغنية، بل لا علاقة لها بها، حتى وإن وصلت بانتشارها إلى أبعد نقطة، فالأغنية لها أركان.. أساسية.. لا تكتمل إلا باكتمالها.. وأهم ركن فيها هو (الموسيقى) التي تحايلت عليها (الشيلات) فسلبتها حقها، واحتلت مكاناً لا تستحقه، يجب تسمية الأشياء بمسمياتها، ففي الشيلات سرقة للفن وتحايل غير مقبول، حاول البعض نزع مكونه الأساس للكذب على البسطاء.
(الشيلات) هي كذبة كبيرة، صدّقها البعض، لكن هذه الكذبة لن تدوم طويلاً، وحين تعود الأغنية لوضعها
الطبيعي، ستعود (شيلاتهم) إلى المجهول مثلما كانت، ولن تعود إلا على أنقاض الإسفاف والانحطاط.
- المحرر الفني