قصة نجاح «معقدة» تقودها شابة سعودية في فيلم «بسطة» ">
كتب - علي العبدالله:
عرفتها في 2012م شابة سعودية طموحها ليس له حدود، عانت كثيراً عندما فكرت أن تدخل عالم الإخراج السينمائي للأفلام القصيرة، أذكر أنني شاكستها صحافياً في أسئلتي وكان ذلك بعد مشاركتها في مهرجان أبوظبي السينمائي في عام 2012م بفيلم «ثلاث عرائس وطائرة ورقية» وأذكر حينها ردت قائلة: حتى لو لم أفز في أي جائزة تكفيني المشاركة لأنها بداية الانطلاق نحو التألق، كانت تتحدث بثقة وكأنها تعرف أن المستقبل القريب سيشهد لها نجاحاً قادماً.
المخرجة هند الفهاد التي استضفناها في «الجزيرة» في تحقيق صحافي تناولنا فيه هموم المخرجات السعوديات وكان ذلك في 26 محرم 1434هـ وتحدثت عن اختيارها لمجال الإخراج وبينّت أنه شغف وحب غير مدعوم بدراسة أكاديمية، وأكدت كذلك أنها تقوم بمجهودات فردية كبيرة كي يرى مشروعها الفني النور وهذا بطبيعة الحال ليس بالأمر السهل أو الهين.
عندما عرفت هند في 2012م، كانت تدرس الماجستير في الإعلام وكانت لديها القدرة على القيام على أكثر من عمل بطريقة متوازية أدهشتني كثيراً، ويبدو أن النساء يتفوقن في التفكير المتوازي، أو ما يسمى «Parallel thinking» أكثر بكثير من «بعض» الرجال.
الطاقة الإيجابية لدى هند لم يكن لها حدود والدليل أنها وصلت لجزء من طموحها عندما فازت بجائزة المهر الخليجي مؤخراً في مهرجان دبي السينمائي لفيلمها القصير «بسطة» الذي تحكي فيه عن هموم النساء اللاتي يملكن بسطات في سوق شعبي.
هند التي تفوقت في دراستها أثناء مرحلة الماجستير، تفوقت أيضاً في عالم الإخراج ولم تستسلم للعقبات والعوائق التي واجهتها منذ دخولها في هذا المجال الذي يُعد من المجالات المحظورة على المرأة -إن صح التعبير- في مجتمعنا المحافظ، لذلك وصلت إلى مبتغاها وما زالت تطمح بالمزيد.
نجاح هند كان خلفه دعم كبير من قبل والديها اللذين شجعاها كثيراً على هذا المجال، كما أن علاقتها بهما هي علاقة صداقة مبنية على مبادئ التربية الحديثة.
نبارك للمخرجة هند الفهاد تفوقها وحصولها على جائزة كانت بمثابة الحلم لها، ولنا كنقاد مهتمين في الشأن السينمائي السعودي، كما لا تفوتنا هنا الإشادة أيضاً بالمخرجة فايزه أمبا التي فازت في فيلم «مريم» بجائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان دبي السينمائي، والجدير ذكره أن فيلم بسطة شارك فيها كل من الفنان إبراهيم الحساوي والفنانة سناء يونس، ويُعد الفيلم الثالث للفهاد.