وادي الدواسر - قبلان الحزيمي:
فجأة وبلا مقدمات، شق طالب في ربيعه السادس من العمر الصفوف، حاملاً باقة ورد، وصعد بها لمنصة الاحتفال، ليتلقفه معلمه بالأحضان، لتتفجر الدموع من محاجر المقل وعيون كل من حضر، في صورة من أروع صور الوفاء والعرفان من طالب أدرك معنى المعلم الذي كان الأب والمربي والموجه والقدوة كما يجب أن تكون رسالته.
موقف أحدثه الطالب مبارك بن محمد السويس بمدرسة النويعمة الابتدائية في محافظة وادي الدواسر، الذي استعد بمساعدة أسرته في أن يساهم في تكريم معلمه عبدالرحمن الجناح في يوم تكريمه بمناسبة تقاعده، ويقدم تلك الباقة الجميلة لذلك المربي، ليلحقه شقيقه حمد بالصف السادس ويقدم هو الآخر هدية أخرى ليؤكدا أهمية الأسرة في زرع قيمة حب وتقدير المعلم في أبنائها، ولم ينته ذلك المشهد حتى والمحتفى به يمسك بمكبر الصوت وهو يصف هدية ذلك الطالب بأنه أثمن ما حصل عليه في حياته العملية، بل زادت روعة ذلك المشهد وطلابه جميعاً يتسابقون لاحتضانه وتقبيل رأسه، ليشهد كل من حضر أن ذلك المعلم وما حصل يجب أن يكون قدوة للمعلمين، وما حصل من الطالبين قدوة للأجيال في كيف يكون تقدير واحترام المعلم.