سعد الدوسري
تداولت أوساط مواقع التواصل الاجتماعي معلومات عن جمعية الرفق بالحيوان بالمملكة، وكيف أنها كانت نواة لنادي جدة الأدبي. واستغل البعض القصة، لكي «يفشّوا خلقهم» من الأدب والأدباء، لكونهم «شايفين حالهم» على الناس! وفي الحقيقة، فإنّ الموضوع، وإن كان طريفاً، إلاَّ أنه يفتح آفاقاً للحديث عن الحاجة لتأسيس بعض مؤسسات المجتمع المدني التي نحتاجها للرفق بالإنسان أولاً، ثم للرفق بالحيوان وببقية الكائنات التي تعيش معنا.
لقد أسس رائد الشعر الحديث، الأديب الراحل محمد حسن عواد، جمعية الرفق بالحيوان في الستينات، قبل أن يفكر بتأسيس نادي جدة الأدبي، مما يعطي انطباعاً بأنّ ثقافة المجتمع المدني كانت متأصلة في ذلك الزمان. واليوم، ينظر الناس لهذه الثقافة، على أنها دخيلة، وأنّ من يطالب بها، هو بالضرورة قد لوثته التيارات الفكرية الغربية! وحين يحاول البعض أن يتهم الشاعر العواد بتهمة التغريب، فماذا عن المجموعة التي وقّعت معه ميثاق تأسيس الجمعية، والذين يمثلون نخبة رواد العمل الصحفي والأدبي؟!
المفروض أن تكون لدينا جمعيات تطالب بحقوق كافة مكوّنات المجتمع، سواءً الأطفال أو الشباب أو النساء أو العجائز أو العاطلين عن العمل أو مرضى المستشفيات النفسية أو المتعافين من الإدمان. وهذه الجمعيات يجب أن تكون بمعزل عن المؤسسة الرسمية، لكي تعمل باستقلالية، ولا مانع أن تدعمها الدولة بقطعة أرض، كما حدث القرن الماضي، مع جمعية الرفق بالحيوان.