سعد الدوسري
من أين سيأتي وزير التعليم، الدكتور عزام الدخيل، بالمسرحيين الملائمين، لكي يصنعوا مسرحياً مدرسياً في مدارسه؟!
هل يأتي بهم من داخل الوزارة، أم من خارجها؟! هل في داخلها مسرحيون، يمكن الاستفادة منهم في صناعة هذا المسرح؟!
الأكيد أننا ندفع اليوم أثمان إهمال مؤسساتنا الإعلامية لتدريس المسرح، سواءً عبر المناهج المدرسية، أو المعاهد، أو الكليات. لقد خلق هذا الإهمال أجيالاً لا تجيد الوقوف والتعبير عن نفسها، أمام شخصين أو ثلاثة، وربما أمام أقرب الناس إليهم. ولو توفرت لتلك الأجيال نمطية تعليمية تربوية غير تلقينية، ومناخ يحترم المسرح ويمارسه كنشاط، لكان بالإمكان دعم طاقات الأطفال والفتيان الحوارية، ودعم توجههم الإبداعي في التعبير عن ذواتهم أمام الآخر، في كافة المجالات. ولنقف قليلاً أمام وسائل التواصل الاجتماعي، ولنشاهد إفرازاتها، حينما أتاحتْ فرصَ التعبير لصغار السن. وعلى الرغم أننا قد نتحفظ على بعض هذه الإفرازات غير المنضبطة، إلاّ أنها تعكس إلى أي مدى، يشعر هؤلاء المكبوتون بالغيظ، بسبب انعدام وسائط التعبير أمامهم.
أظن أن المجال اليوم مفتوح أمام إعادة النظر في إضافة المسرح كمادة منهجية في مؤسساتنا التعليمية، وفي اعتماد معاهد وكليات للفنون المسرحية، وتوجيه إعتمادات مالية مناسبة لها. هذا على المدى البعيد. أما على المدى القصير، فإن على وزير التعليم، أن يؤسس شراكة مع المؤسسات المعنية بالمسرح، مثل الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون، لتأسيس مبادرة عنوانها، تأسيس المسرح المدرسي.