سعد الدوسري
نحن لن نختلف على مَنْ يلقن الأطفال في المسارح المدرسية، وماذا يلقونهم؟! والسبب بسيط. فمن يستخدم التلقين أداة لتوصيل أفكاره، لن ينتظر المسرح المدرسي. سيمارس هذه المهمة في الفصل، أو في النشاط، أو خارجهما.
يجب أن نتفق على أن التلقين الخطابي الفوقي المتسلط، لن يصنع مسرحاً مدرسياً. سيصنعه منحُ الحرية للأطفال لكي يحلّقوا في فضاء حرياتهم التعبيرية. سيصنعه شركاءُ في التجربة، يملكون أدوات حقيقية لانتاج مسرح طفولي. سيصنعه فتح ُكل الآفاق لدمج عناصر المسرح بالمنهج اليومي وبالنشاط الترفيهي والإبداعي. سيصنعه دعمٌ إداري وتربوي ومالي. سيصنعه وجودُ مسرح متكامل الأدوات، يَشعُر الأطفالُ بأنه جزءٌ من مبناهم المدرسي.
سوف لن نكون مثاليين في التعامل مع واقعنا اليوم؛ هذا الواقع يقول بأن ممارسة الأطفال لحرياتهم ممنوع/ وجود شركاء من خارج المدرسة، مستحيل/ دمج المسرح مع المنهج، غير مستحب/ الدعم الإداري والتربوي والمالي، معدوم/ مسرح متكامل، غير موجود. وفي ظل هذه المعطيات، كيف يمكن للمسرح المدرسي أن يحقق رؤية الوزير في جعله منصةً لبناء جيل طلابي مبدع ومتوازن؟!
الدكتور عزام الدخيل، يفهم جيداً، بحكم خبراته القيادية السابقة، في المجال الإداري والإعلامي والشبابي، أن التخصص هو سيد الصناعة. فأنت لا تستطيع أن تصنع سيارة داخل حقل برتقال. ولا تستطيع أن تزرع رماناً في حقل نفط. لذلك، فإن أمام الدكتور الدخيل خياراً واحداً فقط، وهو أن يصنع المسرح المدرسي، من خلال المسرحيين.
* غداً، أكمل.