سامى اليوسف
اعتقد جازمًا أن لجنة الاحتراف هي «العين المفتحة»، كما نقولها في لهجتنا المحلية الدارجة، في الاتحاد السعودي لكرة القدم، فهي تطبق المعنى الحقيقي للاحتراف شعارًا، وعملاً. هذا الاعتقاد لم يأتِ تعاطفًا، أو مجاملة، بل بعد قراءة في مجمل أعمالها، ومنجزاتها منذ بدء عملها في مطلع يونيو - حزيران 2013 في عهد أول اتحاد مُنتخب برئاسة أحمد عيد.
أُسلط الضوء على منجزين حديثين للجنة التي لا تعرف الكسل، الأول، وهو الأهم، أعلنه رئيس اللجنة د.عبدالله البرقان عبر حسابه الشخصي في «تويتر» أن اللجنة سلمت مستحقات بلغت 500 مليون ريال «نصف مليار» إلى لاعبين وأندية، إضافة إلى وكلاء أعمال للاعبين، منذ توليها المنصب وحتى نهاية شهر أكتوبر - تشرين الأول الماضي من العام الحالي 2015.
وهنا يبرز استشعار اللجنة لمسؤولياتها في حفظ المصالح، وتقدير قيمة الحقوق المالية التي سعى ديننا الحنيف إلى تأمينها، وحفظها، فالمال من المصالح الخمس الكبرى «الدين، النفس، العقل، النسل، المال» التي أوجبت الشريعة على حفظها. إن استرداد مثل هذه القيمة المالية الكبيرة جدًا للأندية واللاعبين «حجر الزاوية في الاحتراف»، ووكلاء اللاعبين يلزم إجراءات قانونية معقدة، وبحث طويل، وصبر جميل، وقوة نظام، وتنفيذ لا يعرف المحسوبيات.
وفي هذا السياق أذكر أن من ضمن المستفيدين من نصف المليار أسرتين للاعبين متوفين رحمهما الله، أحدهما في مكة، ولاعب ثالث استرد حقوقه بعد مرور قرابة 13 عامًا، وآخر تفاجأ باتصال يذكره بحقوقه الـ»500» ألف ريال بعد أن نسيها ولم يعد يتذكرها!
هذه الأمانة في حفظ الحقوق واستردادها لمستحقيها الثلاثة يعكس إتقان وإجادة لمسؤولي الاحتراف لعملهم وتعاملاته. بل إن هذه المبالغ الضخمة جاءت لتدعم خزائن بعض الأندية. هنا نذكّر بحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم: «إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه»، رواه الترمذي.
المنجز الثاني يتعلق بإجراءات تسجيل اللاعبين المحترفين السعوديين الإلكتروني عبر نظام TMS، وهو الذي يمكن النادي من تسجيل اللاعب المحترف المحلي دون تحمل مشقة وعناء السفر، أو التواجد في مقر اللجنة في العاصمة الرياض، وذلك من خلال القيام بعدد من الخطوات الإلكترونية من مقر النادي في أي مدينة من مدن المملكة للحصول على الموافقة الرسمية من اللجنة، ويأتي ذلك توفيرًا للجهد والوقت والمال أيضًا، ويضمن سرعة الإنجاز حتى الساعات الأخيرة التي تسبق إقفال فترة التسجيل المحددة تسهيلاً، وتيسيرًا على إدارات الأندية، ودعمًا لمصالحها في إطار المعاملات الإلكترونية.
للموضوعية، فإن نجاح لجنة الاحتراف، وكما أنه يسجل لفريق عملها المؤلف من الرئيس والأعضاء والعاملين فيها، فهو ينسب في مجمله لاتحاد القدم في مجال الاحتراف وشؤون اللاعبين، وكلنا أمل في أن تتبع اللجان الأخرى في الاتحاد النهج الاحترافي والتنظيمي الذي تعمل به «الاحتراف» التي وضعت لها أهدافًا واضحة، ونفذتها بإستراتيجية شفافة ومنظمة، وبفريق عمل احترافي متجانس متقن لأدواره.
أخيرًا، من يعمل لا بد له أن يخطئ ، ولكن إذا تجاوزت منجزاتك بدرجاتها، ونوعها، وجودتها هامش الأخطاء غير المؤثرة، فإنك تبلغ درجة النجاح والرضا إن لم يكن التفوق.
أخيـرًا:
من يحارب العمل «الاحترافي» للجنة الاحتراف بقالب الـ»شخصنة» من الإعلاميين يُصنف على أنه: إعلامي برتبة «مشجع»، أو إعلامي بوظيفة «سمسار»، فالأول لم تأتِ قرارات اللجنة على هوى ميوله وتعصبه، ومنهم ذلك المذيع «المخترق» الذي تعب يتوسل ويتوسط من أجل ظهور رئيسها عبر برنامجه الفاقد للمهنية.. والصنف الثاني كان مستفيد ماديًا بطريقة غير نظامية، وجاءت قرارات اللجنة لتقطع دابر انتهازيته وسمسرته!