العقيد م. محمد بن فراج الشهري
الرياضة سلوك سليم بدنياً وذهنياً، والأهم خلقياً في كل هذه الأمور، والقدوة الحسنة في مجال الرياضة مطلوب ومندوب... ديننا الحنيف ينص على التحلي بالأخلاق الفاضلة قولا وعملا.. المشكلة التي تورق كل مواطن مخلص ومؤدب ومحترم هو ما يراه في مجتمعنا الرياضي في الأندية والملاعب من مخالفات أخلاقية وسلوكية لا تنم عن سلوك رياضي مستقيم فيه الحشمة والوقار والتهذيب، لاعبون دوليون يمثلون البلد ما زالوا يتصرفون بسذاجة تقليعات رعناء، حلق الرأس وترك عرف الديك... والقزع وغيرها من التقليعات التي هي من أسوأ الأعمال محليا ودوليا.. ولكن نحن بلد مسلم قبلة الإسلام والمسلمين، ألا يجب أن نكون القدوة الحسنة في كل شيء حسب ما تعلمناه في أمور ديننا؟ ثم إن اللاعب يقتدي به النشء الصغار فيقلدون ما يعلمه ظنا منهم أن هذه الأعمال جميلة ومندوبة بسبب تقليدهم للاعبين مشهورين من أبناء الوطن، وهم للأسف يقومون بتشويه صورة الإنسان السعودي والرياضة بشكل عام... الرياضة ليست كرة قدم ولا ألعابا مختلفة ولا جريا أو ركضا، بل هي أخلاق وسلوك وتعامل، الرياضة سمو في الخلق ونظافة في الملبس وجمال في المظهر وقدوة حسنة للأجيال القادمة، وليس اختراع تقليعات الغرب وغير المسلمين، والظهور كل يوم بمظهر مخالف..
لقد أشار كثير من الكتاب إلى تكرار وتواجد هذه الظاهرة في مجتمعنا الرياضي، وعدم الوقوف بحزم لمنع تكرارها في ملاعبنا، وكأن الأمر غير مهم، لأننا لم نرَ رعاية الشباب تتابع هذه التقليعات في الملاعب، ولم نرَ جدية لجنة الحكام في منع هذه الظاهرة، وما زال الحال على نفس النمط مخالفات متكررة، وسلوك غير جيد، خاصة للاعبين يمثلون المملكة خارجيا وداخليا ويعدون قدوة للشباب والنشء.. إنها مشكلة سلوكية يجب أن يكون هنالك حل ناجع وعاجل وبدون تردد، وأن تمنع هذه المظاهر في ملاعبنا، وفرض غرامات وجزاءات على اللاعبين والأندية التي لا تمتثل لتعليمات السلوك السليم في ملاعبنا، ووقفة حازمة من أمير الشباب الذي لا يرضى مثل هذه التصرفات.. وكذلك من الحكام وعدم التهاون في هذا الأمر، لأن هذه المناظر من العيب أن نراها في مجتمعاتنا المسلمة التي يجب أن تكون قدوة صالحة في كال مجال ومنها المجال الرياضي.. ولنعلنها حرباً شعواء على كل مخالف للخلق والسلوك الرياضي السليم والتصرف السليم يأتي من العقل السليم وليس العكس، ودعوة نوجهها لكل أبناء الوطن الرياضيين أن يحاربوا هذه التقليعات الدخيلة على مجتمعاتنا، فهي تشوه سلوكهم ولا نرى فيها أي فائدة أو إضافة جميلة لمن يقوم بعملها، بل تزيدهم سخرية واستهزاء وتحط من قيمة من يفعلها وقدره، أيا كان مستواه وشهرته، فهل نرى نهاية لهذه الأفعال المشينة في ملاعبنا؟ نأمل أن نرى ذلك بأقرب وقت وأن نرى حلاً حاسماً لعدم تكرارها في ملاعبنا، مهما كانت الظروف والأحوال.