فهد الحوشاني
شاهدت برنامجا وثائقيا في قناة (سي إن إن) عن المملكة المغربية! ابتدأ مذيع الحلقة كلامه بجملة استوقفتني، حيث قال جئت إلى المغرب هذا البلد الإسلامي وأنا أحمل الكثير من الأفكار السلبية عن المسلمين والمتشددين وأنهم يكرهون الآخرين، لكني وجدت الواقع غير ذلك..
.. تجول في المغرب بطول البلاد وعرضها في مدنها وأسواقها ومساجدها وشواطئها بكثير من الإعجاب والإشادة، قدمت الحلقة الإنسان العربي والمسلم بغير الصورة التي تعود عليها المشاهد الأمريكي في قناة يشاهدها عشرات الملايين، وجاءت في وقت تصدر الإرهابيون فيه المشهد الإسلامي فكانت الحلقة في غاية الأهمية.
والمغرب بلد يقصده الأوربيون بكثرة، فهو بلد غني بالتراث والتقاليد الإسلامية العريقة بعضها مازال يذكرك بالأندلس وبعضها مغربيا صرفا، تلك الفسيفساء المغربية بأعراقها المختلفة وهويتها الإسلامية الواحدة أعطت للمغرب ذلك الوهج الثقافي والسياحي، المغرب بلد بطبيعته الساحرة وشواطئه وجوه المعتدل يسحر السائحين، تجد التاريخ والجغرافيا والأنثروبولوجيا والفلكور الغني المتنوع والمدهش!
وبين الحين والآخر أقرأ شيئا جميلا عن المغرب يضاف إلى جمالياتها، وهو أن بعض الأوربيين الذين يزورن المغرب لهدف سياحي يعودون إلى بلدانهم بقلب غير القلب الذي أتوا به وبروح مختلفة، ليودع المغرب وقد غير اسمه إلى اسم عربي بعد أن ينطق الشهادتين ! يدخل الإسلام بعد أن تشبع بقيم الإسلام التي يجدها من يفتقدها، يجدها واضحة في ملامح الناس وتصرفاتهم وسلوكهم، وقد لايراها البعض لأنه اعتاد عليها ولكن من يفتقدها لن يفوته ملاحظاتها ! ولقد سمعنا مؤخرا عن تلك المطربة الأمريكية التي أشهرت إسلامها، في المغرب زخم إسلامي يفاجأ السائح فيملأ روحه بما لم يتوقع وخاصة ذلك التسامح والتصالح مع الأجانب والترحيب بهم والذي هو من قيم الإسلام!
المغرب بوابة جميلة للعرب والمسلمين، ما زال يدخلها الأمريكان والأوربيون ويعودون وإذا لم يدخلوا الإسلام، فإنهم يعودون بانطباعات إيجابية عن بلد إسلامي راسخ الثقافة والتقاليد، وعن الإسلام المتسامح بعد أن شوه الإرهابيون والميديا الغربية والأوربية الإسلام وقدموا صورة مزيفة عنه.