فهد الحوشاني
المشكلات الاجتماعية التي يُعاني منها مجتمعنا وتداعى لها جسده بالشكوى، ولكنه حتى الآن لا يضع لها الحلول الناجعة، تلك المشكلات تكاد تشي بأنه لم يصل إلى مرحلة البلوغ أو النضج الاجتماعي الكافي، لأن المجتمع غير الناضج اجتماعياً هو الذي يقسو على أفراده ويميز فئة على أخرى؛ لأنه يفتقد
إلى تأسيس نظام اجتماعي يضبط إيقاع العلاقة بين كل الاطراف، فعلى سبيل المثال، هناك زوجات يعانين من ظلم الأزواج.. وهو إرث تاريخي يبدو أنه لا يزال هناك من يحافظ عليه! وإذا كانت المعاملة (الطبقية) التي يمارسها الأجداد باتجاه زوجاتهم يمكن تفهُّمها بالقياس بأوضاعهم الاجتماعية والتعليمية والثقافية. فما هو عذر مجتمع القرن الواحد والعشرين بكافة مؤسساته القضائية والتعليمية والإعلامية والحقوقية، وهو يعلم أن هناك زوجات مظلومات ومهدرات الحقوق بظلم بعضه خفي تستره أبواب البيوت! تسكت عنه النساء بذريعة الصبر من أجل الأولاد! وبعضه ظهر للعيان وضجت به ردهات المحاكم؟!! وهناك زوجات (علقهن) الأزواج لأسباب بعضها انتقامية وكيدية!.. وفي الغالب يجد المظلومون أساليب يحاولون من خلالها رفع الظلم عنهم! لكن المرأة يمنعها الحياء والتقاليد الاجتماعية و(سكك) المحاكم الطويلة!! من محاولة رفع الظلم، وإن حاولت فإنها لا تنجح غالباً، بسبب أن المجتمع حتى الآن لم ينتصر لها وليس لديه من الأساليب ما يستشعر من خلالها مأساتها وشكواها لينصرها على (زوج) أهدر أبسط حقوقها، زوج أسند ظهره إلى جدار نظام اجتماعي بناه الرجل بحسب مواصفاته ليكون على مقاسه، أراد أن يكون (لا شريك له) في هذا النظام الاجتماعي!..
بعد الزواج يكون للرجل الحق في إصدار القرارات التعسفية.. فمثلاً يمكنه عند أي خلاف مع زوجته أن يصدر عليها فرماناً يشبه قرارات قرقوش يقضي بطلاقها الفوري حتى وإن كان برسالة جوال، دون أن يكون هناك فسحة للحوار والنقاش! وأحياناً في سبيل الطلاق ومنح الزوجة المظلومة التي تتوق إلى الحرية فإنه يمكن أن يطلب مقابلا ماديا، وإن لم تفعل فإنه يهجرها ويعلقها فيحيلها إلى زوجة مع وقف التنفيذ، لكنه يذهب من ساعته يبحث عن أمرأة أخرى ليتزوجها بحسب ما يفهمه هو من الزواج ليس كما هو الزواج حقيقة! الطلاق الذي ارتفعت مؤشراته فاصبحت مقلقة جدا يحتاج إلى وقفة من كافة الجهات ذات العلاقة حتى الجهات التعليمية والتي يجب عليها ان تيهئ الشاب والفتاة للزواج!
كان الله في عون المرأة التي حتى الآن تقع ضحية لنظام اجتماعي تساهل مع العلاقة المقدسة التي تبدأ بالتوافق والرضا.. وتنتهي أحياناً بالقهر والألم وانتظار الفرج!.. ما أبشع أن يتجبر الإنسان ويظلم أخاه الإنسان؟!